مقالات وآراء

الذكاء الاصطناعي.. خطر قادم أم فرصة ذهبيه

بقلم: طارق فتحي السعدني

في زمن تتسارع فيه وتيرة التطور الذى لم يثر جدلا عالميا مثلما أثاره الذكاء الاصطناعي.
فمنذ ظهوره انقسمت الآراء بين من يراه قفزة تكنولوجية ستدفع بالبشرية نحو آفاق جديدة من التقدم،
ومن يخشى أن يصبح هذا الابتكار سيفا ذا حدين، يعصف بالوظائف ويهدد استقرار المجتمعات،
بل ويعيد إلى الأذهان ذكريات القنبلة الذرية التي ندم مخترعوها على إطلاقها.

اليوم لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد فكرة أو تجارب معملية،
بل أصبح واقعا ملموسا يتخلل حياتنا اليومية ويتداخل بشكل فعّال في قطاعات الاقتصاد والصناعة والصحة والتعليم.

ونجد أن الذكاء الاصطناعي أسهم في تحسين الأداء وزيادة الكفاءة وتوفير الوقت خصوصا في المجالات الصناعية والخدمية والطبية.
وقد شهدنا مؤخرا استخدام الروبوتات في عمليات جراحية دقيقة كإحدى العمليات التي أجريت في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وهو ما يعكس حجم التقدم الذي بات يحققه هذا المجال.

وقد أوضح تقرير صادر عن شركة PwC في عام 2023 أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف حوالي 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي خلال الأعوام القادمة،
وهو رقم يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي للصين في دلالة على الإمكانات الاقتصادية الهائلة لهذا القطاع.

وعلى الرغم من هذه المكاسب لا يمكن تجاهل التحديات. فالكثير من الوظائف التقليدية مهددة بالزوال كخدمة العملاء وسائقي التوصيل والمحللين التقليديين.
غير أن الوجه الآخر للعملة يكمن في الوظائف الجديدة التي ستولدها هذه التقنيات، والتي تتطلب مهارات مختلفة، وتعليمًا متجددا، وتأهيلا متواصلا.

وهنا تكمن أهمية الوعي فالتقنية ليست عدوًا بحد ذاتها بل أداة بيد الإنسان، قد تكون نعمة تُستخدم في تطوير الحياة أو نقمة إن تُركت بلا توجيه أو تنظيم.

الذكاء الاصطناعي لا يزال في بداياته لكن نموه السريع يتطلب من الحكومات والمؤسسات والأفراد التحرك السريع لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم استخدامه.
فالعبرة ليست فقط في تطوير التقنية، بل في كيف نُحسن استخدامها.

أختتم مقالي بمقولة لخصت جوهر التحدي قالها “سام ألتمان”، الرئيس التنفيذي لإحدى أكبر شركات الذكاء الاصطناعي في العالم: “إذا أردت أن تسيطر على الذكاء الاصطناعي فعليك أن تبدأ بتنظيمه قبل أن يصبح أذكى منك.”

والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا اليوم هو: هل نحن مستعدون لهذا المستقبل؟ وهل نملك الإرادة لتوجيه هذه القوة التقنية نحو الخير والتقدم، أم ننتظر حتى تتجاوزنا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock