دين ومجتمع

العوامل التي تعيق الإبداع والتقدم 

جريدة الصوت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد إن هناك الفرد الأيجابي والفرد السلبي، والفرق بينهما أن الإيجابي يفكر في الحل، والسلبي يفكر في المشكلة، والإيجابي لا تنضب أفكاره، والسلبي لا تنضب أعذاره، والإيجابي يساعد الآخرين، ووالسلبي يتوقع المساعدة من الآخرين، والإيجابي يرى حل لكل مشكلة، والسلبي يرى مشكلة في كل حل، والإيجابي الحل صعب لكنة ممكن، والسلبي الحل ممكن لكنة صعب، والإيجابي يعتبر الإنجاز التزاما يلبيه، والسلبي لايرى في الإنجاز أكثر من وعد يعطيه، والإيجابي لدية أحلام يحققها.

والسلبي لدية أوهام وأضغاث أحلام يبددها، والإيجابي عامل الناس كما تحب ان يعاملوك، والسلبي أخدع الناس قبل ان يخدعوك، والإيجابي يرى في العمل أمل، والسلبي يرى في العمل ألم، والإيجابي ينظر الى المستقبل ويتطلع الى ما هو ممكن، والسلبي ينظر الى الماضي ويتطلع الى ما هو مستحيل، والإيجابي يختار ما يقول، والسلبي يقول ما يختار، والإيجابي يناقش بقوة وبلغة لطيفة، والسلبي يناقش بضعف وبلغة فظة، والإيجابي يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر، والسلبي يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم، والإيجابي يصنع الأحداث، والسلبي تصنعة الأحداث، وإن من الأشياء الجميله التي يعيش فيها الإنسان هي عملية الإبداع والتطور والإبتكار، واعلموا أن تقييم الإبداع يكون على أساس السن وأن المبدع هو الشخص الكبير فقط، وهذه من العوامل التي تعيق الإبداع والتقدم عند الأفراد.

ومع الأسف أنها إحدى القيم التي تقوم عليها بعض المجتمعات النامية والمؤسسات العاملة فيها فغالبا لا يحظى صغار السن بالإحترام اللائق بهم كما يحظى به الكبار، كما أن إمكاناتهم الإبداعية لو وجدت لا تكتسب إعترافا وقبولا غالبا إلا في وقت متأخر إذ ينظرون إلى محاولاتهم وكفاءاتهم أنها تخيلات أو تهورات لا تستحق الإهتمام والرعاية، لذلك نجد قلما يحتل الشباب المراكز الإدارية القيادية في أمثال هذه المجتمعات إذ يعتبر شرط التقدم في السن أحد أهم المؤهلات القيادية للأفراد الأمر الذي لا يقبله الشباب لما يرون لأنفسهم من الحق الطبيعي أن يحظون بما يستحقون وأن يحققوا أهدافهم وطموحاتهم بجدارة فيؤدي الأمر إلى الإنقسام والتشتت أو هروب طاقات الشباب لوجدان مجالات أفضل تتفهمهم وتلبّي رغباتهم، وهذا ما يفسر أيضا سبب الإنقسامات المستمرة.

في المؤسسات العاملة في العالم المتخلف، وكما يفسر سبب وقوع الكثير من الشباب ضحية الشباك الغربية والصهيونية بينما يتطلب الأمر بعض الحكمة في إحتواء كلا السنين وإعطاء كل سن ما يليق به من أجل تشجيع الإبداع وتحفيز المبدعين وإستثمار الخبراء وتقدير أصحاب التجارب وصبّ طاقات الجميع في خدمة الأهداف العليا للمؤسسة، واعلموا أن من معوقات الإبداع هو الظروف المعيشية، إذ لا يلقى الإبتكار والإبداع الإهتمام الكافي فإنه يموت خصوصا مع تردّي الأوضاع المعيشية للأفراد لأن الإبتكار لا ينمو إلا في الإنشغال بالجذور والإنشغال بالجذور لا يكتمل إلا في راحة البال من الهوامش والفرد المبدع إذا لا يصرف إهتمامه وعنايته في ما يهم الجميع قد يصرفها في العناية بنفسه خصوصا وأن ضرورات المعيشة تلحّ على الإنسان وتضغط عليه بالإستجابة ولا يمكن له أن يتخلى عنها أو يهملها وقوام حياته اليومية يعتمد عليها، لذا قد يستثمر الفرد المبدع قدرته الإبداعية في محاولة سد النقص المادي أو الإقتصادي الخاص وهذا يفقد المؤسسة الكثير كما يربّي الفرد نفسه على المصلحية والذاتية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock