
علاء حمدي
في واحدة من أقوى أمسيات الثقافة والمقاومة، تألقت الكاتبة علياء الهواري في حفل توقيع مهيب بساقية الصاوي، حيث لم تكن مجرد كاتبة تُوقّع كتبًا، بل صاحبة مشروع فكري مقاوم يقف في وجه التزييف الصهيوني والتشويه التاريخي للهوية والمرأة.
الهواري، صاحبة القلم الحر والرؤية الواضحة، أطلقت الطبعة الثالثة من كتابها “غموض أنثى”، الذي نجح في أن يتجاوز التصنيفات النمطية، ليقدّم صوتًا أنثويًا مختلفًا، نابضًا بالوعي، مليئًا بالأسئلة لا الأجوبة الجاهزة.
وجاءت مشاركتها القوية في كتاب “الصهيونية: من الانبعاث إلى الزوال”، إلى جانب الكاتب حسام الموافي، لتُثبت أن الهواري لا تكتب من مسافة آمنة، بل تخوض المعركة ضد المشروع الصهيوني بالكلمة، وبالحقائق، وبالوعي العميق.
وفي خطٍ موازٍ، شاركت الهواري في توقيع كتاب “نساء بين الظل والنور”، بالشراكة مع الكاتبة ياسمين يسري، وهو عمل جريء يعيد فتح ملفات المرأة في الأديان، ويطرح أسئلة حارقة عن التشريع والتشويه، وعن حدود الظل ومساحات النور التي لا يُراد للمرأة أن تراها
المفاجأة التي انتزعَت الانتباه كانت إعلان الهواري عن إصدارها المرتقب: “خوف لا يهدأ: العقل اليهودي في الحرب والسلم”، الذي يصدر الجمعة القادمة، ويُنتظر أن يُحدث صدى كبيرًا لما يحتويه من تحليل نادر لبنية الخوف داخل العقلية الإسرائيلية، وتأثيره على قرارات الحرب، والسلم، والسياسة.
علياء الهواري لم تكن ضيفة حفل.. بل قائدة مواجهة.
كتاباتها لا تهادن، ولا تُزيّن، بل تقتحم المناطق المحرّمة بأسلوب يحترم العقل، ويهزّ القلوب. هي كاتبة فلسطينية الهوى، عربية الوعي، لا تخشى العدو، وتكتب لتنتصر.