
بقلم – نيفين صلاح
يحمل شهر أغسطس في ذاكرته دلالات تتجاوز كونه مجرّد صفحة في التقويم. هو ليس فقط شهر الشمس اللاهبة والعطلات الصيفية، بل أيضًا شاهدٌ على لحظات فاصلة في تاريخ البشرية، بعضها طُبِع بالمجد، وبعضها بالحزن والدم.
من هيروشيما إلى باريس، ومن فلسطين إلى واشنطن، كانت أيام أغسطس مسرحًا لأحداث تركت آثارًا لا تُمحى على ضمير العالم.
أحداث غيّرت التاريخ:
6 أغسطس 1945: إسقاط أول قنبلة نووية على هيروشيما، في واحدة من أكثر لحظات البشرية تدميرًا.
9 أغسطس 1945: إسقاط القنبلة الثانية على ناغازاكي، ما أنهى الحرب العالمية الثانية وأطلق عصر السلاح النووي.
9 أغسطس 1929: اندلاع “ثورة البراق” في فلسطين، نقطة تحوّل في النضال الفلسطيني المبكر.
18 أغسطس 1920: منح المرأة الأمريكية حق التصويت بعد نضال طويل.
25 أغسطس 1944: تحرير باريس من الاحتلال النازي.
2 أغسطس 1990: اجتياح العراق للكويت، الذي أشعل واحدة من أكبر الأزمات في المنطقة.
بوابة الأسد – 8 أغسطس: طاقة كونية للتجلي والتحول
بعيدًا عن السياسة والتاريخ، يحتفل المهتمون بالفلك والروحانيات في 8 أغسطس من كل عام بما يُعرف باسم “بوابة الأسد” أو Lion’s Gate Portal، والتي يُقال إنها لحظة اصطفاف كوني نادر بين الأرض، ونجم “الشِعْرى اليمانية” (Sirius)، والشمس في برج الأسد.
في هذا اليوم، يُعتقد أن طاقة هائلة تُفتح أمام البشر، تُشجّع على:
إطلاق النوايا
التحول الداخلي
تعزيز الحدس والاتصال الروحي
تجلّي الأهداف والأحلام
وبينما لا يوجد دليل علمي مباشر يثبت هذه الطقوس، إلا أن كثيرين حول العالم يعتبرون هذا اليوم فرصة للتأمل، التأصيل، وتحديد نوايا النصف الثاني من العام.
إنها دعوة لوقفة مع الذات وسط زحام الأحداث، ولعلها واحدة من مفارقات أغسطس: شهر النار والتحولات… لكنه أيضًا شهر الضوء الداخلي
أغسطس بين الضوء والظل:
هو شهر التناقضات:
فيه يُولد القادة وتُعلن الاستقالات.
تُقام فيه الألعاب الأولمبية وتُندلع فيه الثورات.
هو شهر القرارات الحاسمة، سواء على مستوى الأمم أو الأفراد.
في الختام…
أغسطس ليس مجرد شهر حار، بل فصل من فصول الحياة الإنسانية بكل ما فيها من وجع وأمل، من دمار ونهوض.
وهو، كما الزمن كله، لا يُنسى إلا عندما نكتب عنه… أو نُفاجأ بأنه كتبنا.