عربي وعالمي

الهند تفتح سدوداً وتحذر باكستان من فيضانات عبر الحدود

متابعة أشرف ماهر ضلع 

، 

أعلنت السلطات الهندية اليوم الأربعاء فتح جميع أبواب السدود الرئيسية على الأنهار في الشطر الهندي من إقليم كشمير، بعد هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة، محذّرة باكستان من احتمال وقوع فيضانات مدمرة عبر الحدود.

في تطور جديد يهدد بتصاعد التوتر بين الجارتين النوويتين،

وقالت مصادر حكومية هندية إن الخطوة جاءت نتيجة تجاوز منسوب المياه حدود الأمان، الأمر الذي دفع إلى إطلاق الفائض باتجاه مجرى الأنهار المشتركة مع باكستان. وعلى الفور، أعلنت إسلام آباد تلقيها التحذير الهندي وأصدرت بدورها إنذاراً بوقوع فيضانات محتملة في ثلاثة أنهار رئيسية تتدفق من الهند إلى الأراضي الباكستانية.

الهند تفتح سدوداً وتحذر باكستان من فيضانات عبر الحدود

الهند تفتح سدوداً وتحذر باكستان من فيضانات عبر الحدود

وأفاد مسؤولون باكستانيون أن إقليم البنجاب، الذي يُعد سلة الغذاء الرئيسية للبلاد ويقطنه نحو نصف عدد السكان البالغ 240 مليون نسمة، يواجه مستوى “مرتفعاً للغاية” من خطر الغرق نتيجة تزامن تدفق المياه الهندية مع استمرار الأمطار الموسمية الغزيرة.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان تدفق المياه سيكون دفعة واحدة أم عبر مراحل متتالية، غير أن مسؤولي إدارة الكوارث في باكستان أكدوا أن نيودلهي أرسلت تحذيرات متكررة منذ يوم الأحد الماضي، مشيرين إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد إطلاق كميات إضافية من المياه.

التوترات المائية جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات بين الهند وباكستان حالة احتقان غير مسبوقة منذ المواجهة العسكرية القصيرة في مايو (أيار) الماضي، والتي اعتبرت الأسوأ منذ عقود. ويرى مراقبون أن تحميل إسلام آباد مسؤولية أي فيضانات للهند قد يزيد من تأزم المشهد الإقليمي.

من جانبها، أعلنت الحكومة الباكستانية استدعاء قوات الجيش للمشاركة في جهود الإغاثة والإنقاذ في البنجاب، حيث بدأت عمليات إجلاء إلزامية من المناطق المنكوبة. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى نزوح أكثر من 167 ألف شخص حتى الآن، بينهم 40 ألفاً غادروا طواعية بعد سلسلة التحذيرات المبكرة منذ 14 أغسطس (آب).

وارتفع عدد ضحايا الفيضانات في باكستان منذ بدء موسم الأمطار الموسمية في أواخر يونيو (حزيران) إلى 802 قتيل، نصفهم تقريباً في شهر أغسطس وحده.

يُذكر أن إقليم البنجاب قُسم بين الدولتين عقب استقلالهما عام 1947، ولا يزال يشكل بؤرة توتر دائم في العلاقات الثنائية، ليس فقط سياسياً وأمنياً، بل أيضاً بيئياً ومائياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock