فن وثقافة

إيناس عز الدين تحتفل بأول سيارة لها قبل عيد ميلادها الـ٣٨

الناقد الفني- عمر ماهر

ظهرت النجمة والمطربة إيناس عز الدين بلحظة إنسانية خاصة جمعت بين الفرح الداخلي والامتنان العميق لله، وبين رمزية الإنجاز الشخصي وصدق المشاعر. وقفت إيناس أمام سيارتها الجديدة السوداء اللامعة التي انعكست عليها أشعة الشمس وكأنها مرآة لأحلامها التي صارت واقعًا، مرتدية ملابس بسيطة ومريحة مكونة من قميص زهري فاتح وبنطال جينز سماوي وحذاء رياضي أبيض، بابتسامة عريضة فيها مزيج من الدعابة والبراءة والانتصار، بينما رفعت يديها بحركات عفوية مليئة بالمرح، لتقول للجميع إنها استطاعت أن تكافئ نفسها قبل أيام قليلة من عيد ميلادها الثامن والثلاثين، وأنها تعتبر هذه السيارة الهدية الأجمل التي قدمتها لنفسها بعد مشوار طويل من التعب والعمل.

إيناس وصفت هذه الخطوة بكلمات مؤثرة صادرة من القلب، فقالت إنها أرادت أن تهادي نفسها وأن تكافئها لأنها استطاعت أن تتحمل مشاق الحياة وتبقى واقفة رغم كل التحديات، وأضافت بروح الدعابة: “حبيت أهادي نفسي قبل عيد ميلادي الـ٣٨ وأكافئها إنها مستحملاني”، لتجعل من هذا الحدث الشخصي مناسبة عامة تحمل رسالة أعمق عن حب الذات والتصالح مع النفس، والقدرة على الاعتراف بفضلها وصبرها.

لكنها في الوقت نفسه أكدت أن الحلم لم يكن يومًا سهلًا ولا قريب المنال، بل هو ثمرة شقاء طويل وعرق غزير ودموع كثيرة، لذلك فإن السيارة بالنسبة إليها لم تكن مجرد وسيلة تنقل بل رمز لمسيرة متعبة توجها الله بالنجاح.

لكن وسط كل هذا الفرح لم تغب عن بال إيناس صورتها الأجمل والأكثر حضورًا، صورة والدتها الراحلة “ماما ديدا” رحمها الله، التي كانت تتمنى أن تكون أول من يشاهد السيارة وأول من يشاركها هذه الفرحة.

وقالت إيناس بحسرة ممزوجة باليقين إن أمها تشعر بها الآن وتفرح لها من عالم آخر، وإن كل خطوة حققتها لم تكن سوى نتيجة مباشرة لدعواتها الصادقة التي لم تنقطع يومًا. لحظة امتلاك السيارة الجديدة كانت بالنسبة لها لحظة روحية بقدر ما كانت مادية، إذ أحست أنها تحمل معها أثر أمها ودعاءها ورضاها، لتؤكد أن الإنسان مهما تعب يظل بحاجة إلى البركة التي تهطل عليه من قلوب الأمهات.

وفي خضم هذه الأجواء، لم يغب اسم النجم المطرب أحمد قمر، زوجها ورفيق دربها، عن المشهد. فقد كان حاضرًا في التفاصيل والدعم والمساندة، يحتفل معها وكأن السيارة هي سيارته، والفرحة هي فرحته، والإنجاز إنجاز مشترك. إيناس عبرت بوضوح أن وجود أحمد قمر بجانبها في حياتها هو الهدية الحقيقية التي لا يوازيها أي شيء آخر، وأن السيارة على أهميتها تبقى تفصيلًا صغيرًا أمام قيمة الحب الكبير الذي يجمعهما. قالت إن مشاركته لها الفرحة جعلتها مضاعفة، وإن ابتسامته يوم رآها سعيدة بسيارتها كان كافيًا ليؤكد لها أن حياتها أكثر غنى بوجوده، وأن أعظم ما حصلت عليه في يوم ميلادها لم يكن السيارة بل القلب الذي يساندها ويقف معها في كل لحظة.

إيناس شددت أن ما تحقق ليس إلا “من فضل ربي”، مؤكدة أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يكتب لكل إنسان نصيبه في الوقت المناسب، وأن اجتهادها لم يكن ليؤتي ثماره لولا عطاء الله وكرمه. وتحدثت عن معنى خاص لهذه السيارة، فهي أول شيء في حياتها تقتنيه باسمها ومن تعبها وبحرّ مالها، وهذا ما جعلها تحس بطعم مختلف للإنجاز، إحساس لا يشبه أي شعور آخر لأنها أدركت أنها استطاعت أن تقطف ثمار صبرها وجهدها بإرادتها وحدها. ولأنها فنانة مؤمنة بطبيعتها، اختارت أن تختم حديثها بآية قرآنية عظيمة من سورة الزخرف: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾، لتربط بين فرحتها وبين الوعي الديني العميق الذي يذكرها دائمًا بأن كل ما في الدنيا نعمة عابرة وأمانة مردها إلى الله.

ولم يكن هذا الاحتفال مجرد مناسبة عابرة، بل بدا وكأنه فصل جديد في حياة إيناس عز الدين، فصل يجمع بين النجاح الفني الذي حققته بصوتها المميز وحضورها القوي، وبين النجاح الشخصي الذي جسدته بهذه السيارة، وبين النجاح الإنساني الذي تمثل في علاقتها بزوجها أحمد قمر الذي أثبت أن الحب الصادق هو أكبر دعم وأقوى سند.

وهكذا، تحولت صورة إيناس أمام سيارتها الجديدة من مجرد لقطة تذكارية إلى مشهد كامل عن امرأة تعرف كيف تحلم وتعمل وتصبر، وكيف تفرح في النهاية بما حققته دون أن تنسى شكر الله ولا أن تنسى من أحبّوها ومن يقفون بجانبها.

إنها لحظة تختصر الكثير: الماضي بكل صعوباته وذكرياته، الحاضر بكل نجاحاته وبهجته، والمستقبل بكل آماله وأحلامه. وإيناس تقف في قلب هذه اللحظة مبتسمة، رافعة يديها بحركات عفوية، وإلى جانبها أحمد قمر يشاركها الفرح بصدق، لتقول لنا جميعًا: “الأحلام تتحقق بالصبر والإيمان، لكن وجود من نحب إلى جانبنا هو أجمل هدية على الإطلاق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock