افتتح في غاليري آرت هاوس، يوم الثلاثاء في دمشق معرض الفنان وليد جانو “هيدي بس تحيِة” وهو تحية بسيطة وصادقة من الفنان السوري وليد جانو لفنان الكلمة واللحن الراحل زياد الرحباني.
وبدت لوحات المعرض كمحاولة للاقتراب من روح الراحل، استعاد فيها الفنان جانو ملامح زياد بعمق ودفء، من حيث اللون والموسيقى والكلمة والروح في تناغم خالد.
ويشعر المتلقي في اللوحات وكأنها بيانو يعزف أغنية ويقول شعرا، وبأن الانحناءات في اللوحات نوتات موسيقية، فالرسم فيها ليس توثيقا، بل كان فيضا من الحنين المرسوم بكتلة من الأحاسيس.
*أسلوبية خاصة
ممازجة مدروسة في خلط الألوان رغم تضادها، ومعظم اللوحات تحمل شيئا من فكر الراحل زياد وبعض مما قاله وغناه، المعرض الذي ضم 39 لوحة بمقاسات متعددة وبأبعاد مختلفة، تنوعت بأسلوبية خاصة عبر الدمج بين التعبيرية والواقعية وقليل من التجريد والتصوير، مزاج لافت خلق تنوعا بصريا بسبب حالة عاشها وقدمها على سطح اللوحات، ويعود ذلك إلى خلفيته في الغرافيك والاتصالات البصرية، وهي ما سمحت له بالتعبير عن كل فكرة موسيقية بطريقة بصرية متميزة.
*لونية ومسار اللوحات
واختبر التشكيلي جانو معظم المدارس التشكيلية مؤكدا أن الرابطة الحميمية التي تجمعه بالراحل هي التي قادته لتشكيل كل لوحة..
ولفت جانو إلى أن إعجابه الشديد بالراحل ومتابعته بكل تفاصيله أثرت كثير في مسار اللوحات ولونيتها.
وأشار جانو بأنه اتبع الدمج بين الديجتال والطباعة والتلوين وركز في استخدام الألوان على الاكريليك والقماش واستعان في بعض اللوحات بالورق الذهبي ورغم محاولة نثر الفرح إلا أن الحزن كان غالبا على معظم اللوحات.
وقد غلب على اللوحات تدرجات الأسود والأبيض والرمادي ونثر اللون الأحمر في عمق بعض اللوحات دون أن تغيب كلمات وحضور الراحل زياد في تفصيل كل لوحة.
وأكدت مديرة غاليري الأرت هاوس رانيا عبيد أنه سيتبع المعرض حفل موسيقي لأغاني زياد، سيقام يوم الثلاثاء القادم وهو تحية محبة لروح الراحل.
*محطات وليد جانو
الجدير بالذكر أن الفنان وليد جانو من مواليد دمشق عام 1963، وهو خريج قسم الجرافيك والاتصالات البصرية بكلية الفنون الجميلة عام 1985، عمل في مجال التصميم والطباعة، وقدم خلال فترة التسعينيات مشروع “فن للجميع”، الذي جمع عشرة فنانين سوريين وحقق نجاحاً واسعاً عبر الشراكات التجارية، و منذ عام 2020، تحول جانو نحو التركيز على اللوحات الفنية، معتبراً الأعمال المستوحاة من كلمات زياد الرحباني قمة تعبيره الفني الحالي.