وإن كان ما تداولته وسائل الإعلام صحيحاً، فقد انتصرت غزة، والتي تقاتل اليهود نيابة عن كل العرب، حكومات وشعوباً.
انتصرت غزة، وانتصر مجاهدوها، رجالها ونساؤها، أطفالها وشيوخها، ويحق لأهل غزة أن يفرحوا ويفتخروا بهذا النصر العظيم، رغم ما قدمته غزة من تضحيات جسيمة في سبيل انتزاع هذا النصر التاريخي، وسقوط إرهاب الصهاينة اليهود، وانتحار مشروع الإرهابي بنيامين نتنياهو على أرض غزة الصمود.
كلنا نعرف أهداف المشروع الذي كان يحلم به نتنياهو في قطاع غزة، والذي كان يرمي إلى احتلال كامل القطاع وتحويل هذه المساحة من الأرض العربية الفلسطينية إلى ملك ما يسمى (بالدولة اليهودية)، ونزع سلاح حركة حماس، بل وإفراغ القطاع من الغزاويين، إما عبر القتل والإبادة الجماعية التي مارسها المجرم نتنياهو وجيشه المهزوم، أو عن طريق التهجير الجماعي لأهل غزة، كما حدث في العام 1948 حينما هجّر اليهود 950 ألف فلسطيني خارج فلسطين (يوم النكبة)، ومن خلال ما تضمنه مخطط اليهود “بنيامين”، والذي يقضي بإقامة دولة “إسرائيل الكبرى”.
انتصرت حماس، وواجه المجاهدون في القطاع حرباً لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، وصُبَّت أطنان من القنابل والمتفجرات على القطاع، والذي لا تتجاوز مساحته 380 كيلومترًا تقريبًا، يقود هذه الحرب القذرة الإرهابي نتنياهو وعصابته الحاكمة، والذي كان يحلم (نتنياهو) أن يصبح بطلًا للقومية اليهودية، ولكن جاءت النتيجة عكس ما كان يرجوه هذا المجرم، وذلك الإرهابي النتن. فها هي غزة تنتصر، وها هي أحلام النتن تتلاشى، تتبخر، بل تسقط في مستنقع الهزيمة المنكرة على أرض غزة الصمود.
وهذه الهزيمة، لا ريب، أنها ستظل تلاحق نتنياهو وكل اليهود إلى ما لا نهاية، زد على ذلك ما لحق بما يسمى “الدولة اليهودية” من نتائج أوجزها فيما يلي
أولاً: انكشاف الوجه القبيح لليهود أمام العالم من خلال المجازر التي ارتكبتها العصابة اليهودية في غزة، وحرب التجويع التي مارسها العدو في حق مليونين من الفلسطينيين في القطاع على مدار عامين كاملين.
ثانياً: تلاشت مفاهيم كان اليهود يروجون لها كأسطورة وخرافة “معاداة السامية”، وكذا “محرقة الهولوكوست” التي يدّعي اليهود زوراً وكذباً بأن النازية الألمانية إبان حكم (أدولف هتلر) قد ارتكبتها أثناء الحرب العالمية الثانية.
ثالثاً: الخسارة الهائلة التي لحقت باليهود ودولتهم المزعومة، وانحسار التأييد المطلق لليهود من قبل شعوب العالم.
رابعاً: تزايد وتعاظم الكراهية لليهود من قبل المجتمع العالمي.
أخيراً: أنا لست صحفياً ولا محللاً سياسياً، ولكني، كباقي من كتب، أتعمق فيما أفرزته حرب غزة، وجاءت بنتائج عكسية أسقطت كل الأجندة اليهودية