
الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن تلوث الغذاء، حيث أن أفرط الإنسان في هذا العصر في إستخدام المواد الكيمائية في كل الميادين وتعتبر المبيدات الحشرية المستخدمة في مكافحة الآفات من أخطر هذه المواد وأكثرها انتشارا، ولا تزول أثر هذه المبيدات المتبقية في التربة إلا بعد إنقضاء مدة طويلة قد تصل إلى أكثر من عشر سنوات وقد تحمل مياه الأمطار بعض هذه المبيدات من التربة إلى المجاري المائية وتسبب كثيرا من الأضرار.
لما بها من كائنات حية وقد تصيب بالضرر كلا من الحيوان والإنسان، وقد تمتص النباتات التي تزرع في هذه التربة جزءا من هذه المبيدات وتختزنها في أسجتها، ثم تنقل هذه المبيدات بعد ذلك إلى الحيوانات التي تتغذى بهذه النباتات وتظهر في ألبانها ولحومها وتسبب كثيرا من الضرر لمن يتناول هذه اللحوم والألبان، وهل بعد الذي عرضته المصادر التربيويه والتعليمية، وبينت لنا حجم الخطورة والتهديد للبشر وجميع الأحياء، فماذا يجب علينا أن نفعل أمام هذا الخطر الذي دخل جسمنا من الماء والهواء والغذاء، فإنه يجب علينا جميعا أفرادا ومجموعات وجمعيات أهلية وحكومية وطنية ودولية أن نهتم بتوعية الناس بخطورة التلوث، وأساليب إنتشاره، و مقاومته والقضاء عليه، وكذلك إنشاء منظمات خاصة أهلية مستقلة بقرارها وتمويلها تهتم بشأن التلوث.
وسبل مقاومته وفضح أسبابه ومرتكبيه، وأيضا إيجاد البدائل الممكنة للاستعاضة عن مسببات التلوث بدعم من المنظمات المدنية الحديثة والحكومات الوطنية والأمم المتحدة أيضا، وكما ينبغي سن تشريعات صارمة موحدة بين الدولة العربية خاصة بحماية البيئة من التلوث وأسبابها، ولعل أهم النقاط التي بينتها المصادر التعليمية والتربوية هي أن التشريعات الخاصة بحماية البيئة ليست أمرا مستحدثا في عالمنا العربي، ولعل الشريعة الإسلامية كانت، وما زالت السباقة إلى هذا، ومن أمثلة ذلك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الوارد عن أبي هريرة ؤضي الله عنه ” لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ” وفي رواية أخرى رواها النسائي ” لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل منه ” وفي رواية الطبراني عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم.
“نهى أن يبال في الماء الراكد و الجاري ” ولا شك أن منطوق، ومفهوم هذا الحديث يحرم البول في الماء الراكد، والجاري، فما بالك بأعظم وأخطر من البول من أمثال مصارف المدن والتجمعات السكنية ومخلفات المعامل والمصانع، فلا شك أن حرمتها أشد لعموم خطورتها على عموم البشر والأحياء، وهذا مما حرمه الإسلام وقاومه، وشجع على القضاء عليه، فأتمنى من رجالات الشرع والقانون أن يستنبطوا تشريعات خاصة بحماية البيئة من الشريعة الإسلامية لأنها ستحترم وستطبق أكثر من أي قانون أو تشريع آخر لمكانة الشريعة الإسلامية عند جميع المسلمين، هذا وقد صدر في كثير من دول العالم العربي تشريعات تستهدف حماية كثير من عناصر البيئة من التلوث ولكن هذه القوانين ظلت في كثير من الأحيان حروف دون روح بسبب إنتشار الفساد في كثير من الأنظمة العربية.
فرجالات الأعمال و من يتحالف معهم يتحملون القسط الأوفر من المشكلة، فمن يستطيع أن يعقب مصنع أو منشأة صناعية يضر البيئة ويخالف القوانين وهو مملوك لزيد، أو عمرو من المسئولين، أو المتحالفين معهم ما دام هذا المسؤول بيده سن القوانين وتجاهلها إذا وقفت ضد مصلحته الضيقة.



