مقالات وآراء

موسوليني والحزب الفولاذي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن بينيتو أندريا موسوليني وهو حاكم إيطاليا ما بين عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين إلي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين ميلادي، وكما ذكرت المصادر أنه في سنة ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثون ميلادي، عقدت إيطاليا وألمانيا معاهدة سميت بالحلف الفولاذي وكانت إيطاليا في حاجة إلى أربعة سنوات حتى تستعد للدخول في الحرب ولكن الحرب نشبت بعد ذلك بعامين فقط، ولم يكن موسوليني كثير القلق بخصوص الحرب لأنه ظن أنها ستنتهي في عدة أشهر بانتصار ألمانيا، كان يحلم علنا بأن يسيطر على كل حوض البحر الأبيض المتوسط.

 

ويحوله إلى بحيرة إيطالية وأن ينشئ إمبراطورية تمتد من الحبشة إلى ساحل غينيا الغربي، وكان يدعو إلى زيادة النسل ليزيد عدد الإيطاليين فيمكنهم بالتالي إستعمار وإستيطان هذه الإمبراطورية الشاسعة، تسلم موسوليني زعامة إيطاليا وغير سياسة إيطاليا اللينة في ليبيا إلى الشدة، فنقض الإتفاقات المعقودة مع الليبين ورفض الإعتراف بالمحاكم الشرعية في المناطق التي يسيطر عليها الطليان، وأبى إلا أن يكون الجميع خاضعا لإيطاليا، وعين لهذا الغرض حاكما جديدا هو بونجيوفاني ومنحه سلطة مطلقة في حكم برقة، وزوده بصلاحيات واسعة وجيش كبير، فأمر الحاكم الإيطالي الجديد بحل معسكرات القبائل في ولاية برقة، وإحتلال مركز القيادة السنوسية أجدابيا في عام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين ميلادي، ثم تعاقب الولاة على حكم ليبيا حتى تمكن بييترو بادوليو حاكم طرابلس الغرب.

 

ونائبه في برقة اللواء رودولفو غراتسياني من إنهاء المقاومة تماما عام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين ميلادي، وأثناء محاولاته اليائسة تنفيذ خطته في ترسيخ الإستيطان الإستعماري في ليبيا، قتل مائتين ألف نسمة من المواطنين الليبين طوال ثلاث سنوات فقط قبل عثوره على الثائر عمر المختار وإعتقاله، حيث قررت المحكمة إعدام المختار رغم سنه الذي جاوز الخامس والسبعين، فأعدم في اليوم التالي في السادس عشر من شهر سبتمبر عام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين ميلادي، بمركز سلوق في بنغازي، وقد واصل الإيطاليون إستباحتهم للشعب الليبي، فوصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسمائة وواحد وسبعين ألف شهيد، إضافة إلى مصادرتهم الأراضي الليبية من أصحابها، وشجعوا هجرة الإيطاليين إلى ليبيا وأمدوهم بالأموال وفتحوا لهم المدارس.

 

وفي التاسع من شهر نوفمبر عام ألف وتسعمائة وتسع وثلاثين ميلادي، أي قبل إندلاع الحرب العالمية الثانية بتسعة أشهر، أصدر موسوليني مرسوما بضم طرابلس وبرقة أو ما يعرف بليبيا وجعلها جزءا من الوطن الأم مع منح السكان الجنسية الإيطالية وإلزامهم على تعلم اللغة والثقافة الإيطالية، وكما ذكرت المصادر أنه غزا إثيوبيا في شهر أكتوبر عام ألف وتسعمائة وخمس وثلاثين ميلادي، دون إعلان حرب على إعتبار أنها اقل من أن تستحق هذا الشرف، وكان لتوه قد إنتهى من سحق ثورة عمر المختار في ليبيا بوحشية بالغة، وفي الخامس والعشرين من شهر أكتوبر من عام ألف وتسعمائة وست وثلاثين ميلادي، تحالف هتلر مع موسوليني وإتسع التحالف ليشمل اليابان، وهنغاريا، ورومانيا وبلغاريا بما يعرف بدول المحور، وتكونت بعد ذلك صداقة قوية بين هتلر وموسوليني، حيث كان هناك العديد من أوجه الشبه بينهما.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock