الصحة والتعليم

جامعة المنصورة تحتفل بعيد العلم السادس عشر وتألق خاص قسم القانون العام

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

في قلب جامعة المنصورة، تلك الجامعة التي نسجت مجدها بخيوط من العلم والعطاء، ورفعت اسمها عاليًا بين الجامعات المصرية والعربية، تجلت لحظة الفخر في احتفالية عيد العلم السادس عشر، حيث سطع نجمها من جديد لتؤكد أن التميز عنوانها الدائم، وأن العلم هو بوابة الخلود في ذاكرة الوطن.

لم يكن اليوم عاديًا، بل كان يومًا يشهد على أن الإبداع حين يمتزج بالإخلاص، يصنع تاريخًا لا يُنسى.

في أجواء مفعمة بالعزة والانتماء، اعتلت الجامعة منصات التكريم لتكرم أبناءها من العلماء وأعضاء هيئة التدريس الذين حملوا الأمانة بكل وفاء، وقدموا نموذجًا يُحتذى به في التفاني والإصرار على بلوغ قمم المجد الأكاديمي.

هناك، حيث تختلط مشاعر الاعتزاز بدموع الفرحة، كانت القلوب تنبض بفخر لا يوصف، حين تم تتويج قسم القانون العام بكلية الحقوق بجائزة الجامعة لأفضل قسم علمي في مجال العلوم الإنسانية، تقديرًا لما قدّمه من جهود علمية وبحثية متميزة، ولما جسّده من رسالة علمية راقية تخدم المجتمع وتنهض بالوطن.

ذلك القسم العريق الذي حمل على عاتقه طوال عقود مسؤولية ترسيخ الفكر القانوني الرصين، لم يكن يومًا مجرد كيان أكاديمي داخل جدران الجامعة، بل كان منارة تُضيء طريق العدالة، ومدرسة للفكر والتنوير، ومحرابًا للعلم يحجّ إليه طلاب المعرفة من كل صوب وحدب.

هو القسم الذي جمع بين الأصالة والتجديد، بين عمق الفكر ورصانة المنهج، وبين الإيمان برسالة القانون كقيمة إنسانية سامية تتجاوز النصوص إلى روح العدالة ذاتها.

ومن خلال أعضائه المخلصين، الذين وهبوا وقتهم وجهدهم لرفعة الكلية والجامعة، استطاع أن يترك بصمة واضحة في مجالات البحث العلمي، وأن يكون له الدور الأبرز في إعداد أجيال من القانونيين الذين يفكرون بعقل مستنير، ويتحركون بدافع من الضمير والمسؤولية.

ولم يكن هذا الفوز محض صدفة، بل نتيجة عمل دؤوب وجهد متواصل، وسنوات من العطاء المتراكم الذي تكلل بهذا التتويج المستحق. لقد أثبت القسم أنه نموذج يحتذى به في التكامل بين أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، وبين العلم والإدارة، وبين النظرية والتطبيق.

فقد استطاع أن يحول قاعات المحاضرات إلى ورش فكرية نابضة بالحياة، وأن يجعل من البحث العلمي أداة للتغيير لا ترفًا أكاديميًا.

ولأن العطاء لا يعرف حدودًا، فقد امتدت بصمات هذا القسم خارج أسوار الجامعة، من خلال مشاركات فاعلة في المؤتمرات العلمية والندوات الفكرية والمبادرات القانونية التي تلامس قضايا الوطن وتواكب متغيرات العصر.

وجاءت لحظة التكريم في عيد العلم لتكون بمثابة تتويج لرحلة طويلة من الكفاح والإبداع، ولتؤكد أن جامعة المنصورة لا تنسى أبناءها، وأنها تعرف كيف تكرم من يستحق، وتُقدّر من يُخلص في أداء رسالته.

فالقسم الذي فاز اليوم بجائزة أفضل قسم علمي، لم يفز فقط بدرعٍ أو شهادة، بل فاز بتقدير جامعة بأكملها، وبمحبة كل من عرف معنى الجهد الصادق والإخلاص في العمل.

كانت الكلمات في هذا اليوم تختلط بالتصفيق، وكانت الوجوه تشعّ ضياءً يليق بعظمة الموقف، فكل لحظة في تلك الاحتفالية كانت تحكي قصة كفاح، وكل نظرة فخر كانت تختزن سنوات من البذل والعطاء.

لقد جسدت جامعة المنصورة في هذا اليوم معنى الوفاء للعلم وأهله، ووجهت رسالة واضحة مفادها أن التميز لا يضيع، وأن من يزرع في أرض العلم يحصد مجدًا لا يزول.

فهؤلاء العلماء الذين حملوا مشعل الفكر وساروا بخطى ثابتة نحو النور، هم الثروة الحقيقية التي تملكها الجامعة، وهم عنوان استمرارها في الصدارة.

وقد أثبتت احتفالية عيد العلم السادس عشر أن جامعة المنصورة لا تكتفي بالماضي المشرق، بل تصنع حاضرها بجهود علمائها وتبني مستقبلها بعقول أبنائها.

هكذا كانت الأجواء في ذلك اليوم العظيم: بهجة تملأ القلوب، وفخر يتسلل إلى كل من ينتمي لهذه الجامعة العريقة.

كان المشهد أشبه بصفحة جديدة تُضاف إلى سجل من الإنجازات، وتأكيدًا أن مسيرة المجد في جامعة المنصورة لا تتوقف، وأن كل إنجاز هو بداية لإنجاز آخر.

فالقسم الذي تُوّج اليوم بمنارة التميز، لم يكتفِ بما وصل إليه، بل حمل على عاتقه وعدًا جديدًا بأن يواصل المسيرة بنفس القوة والإصرار، واضعًا أمامه شعار الجامعة الخالد: “بالعلم نبني أمة، وبالإبداع نصنع المستقبل.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock