
أمضيت الليل أكتب في مقالتي التي استحسنتها كثيرا وراقت اليا كلماتها بما تحمل من صور بلاغية ومواقف تكاد تكون حقيقية مؤثرة في كتابتها كنت سعيداً وان اسطرها حرفا حرفا علي ذاكرة هاتفي. نسجتها من احساسي فعلا فكانت الكلمات متناغمة وفعلا راقت لنا وقررت ان انشرها سريعا لأنها من نبع إحساسي وراقت اليا كلماتها ولكني أجلت الامر بعد حفظها لنشرها غداً حتي لا تكون مقالاتي متزاحمة وأثقل علي متابعي مقالاتي الذين أسعد بهم رغم علمي أن هذه المقالة سوف تسعدهم لأنها تعبر عن حالنا جميعا فانا لست بمعزل عن غيري فتكاد تكون اهتماماتنا ومشكلاتنا اليومية متشابهة مع اختلافات بسيطة بينا ولكن السمة الغالبة أننا علي فكر واحد ونعايش تحديات متشابهة يومية
في اليوم التالي راقت لي فكرة أخري فأخذت أنشد الكلمات واتمعن فيها وكتبت أكثر من نصف أفكارها ونسختها تمهيداً لبعض التعديلات بها وقررت لصقها وكنت لابد ان امسح الأولي حتي لا يزدحم هاتفي ومن غير قصد مسحت مقالة اليوم السابق التي كانت تعجبني حمدت الله وعلمت ان أقدار الله خيراً في عدم نشرها ولكن حاولت جاهدا أن أتذكر فحواها دون جدوي أو انسج كلمات متماثلة فلم أستطع
الحقيقة فكرت في هذا الأمر وأمور أخري متشابهة في الحياة لموقفي هذا فكثيرا من امور حياتنا خرجت إلي النور في الوقت المناسب لها وقتها دون تأجيل لاستطعنا الاحتفاظ بكثيرامن زكرياتنا الجميلة ولكن فكرة التأجيل في حد ذاتها فكرة سالبة فقد يؤرقنا ويؤجج المشكلات فكرة تأجيل الاعتزار او تأجيل كلمات الإعجاب الملاطفة لأنها تفقد المعني الحقيقي لها ان الوقت المناسب لكل شيئا هو حينه
الحقيقة يجب أن لا نؤجل عمل اليوم إلي الغد ربما حمل الغد أفكارا أخري أو اقدار مغايرة سعادة أو حزن ان عم تأجيل كل شيئا هو القرار الصواب الذي يجعلنا اكثر قربا من واقعنا فتاجيل الكلمات الجميلة الراقية لاحبابنا الي الغد ربما جاء الغد ليحرمنا من أحبابنا إنها أقدار الحياة فنظل طيلة عمرنا في حزنا والسبب تأجيل النطق بهذه الكلمات ولكن لو جرجت في حينها ربما الفارق كان كبيرا
إن اللمسة الخفيفة التي لمستها دون قصد ازالت مقالتي التي استغرقت وقتا طويلا في نسجها بإحساس صادق نفس المشكلة عند احتباس مشاعرنا بحجة أو غير حجة لا مبرر لها
تفقدنا كثيراً فكل شيئا له وقته المناسب فلا يحلو الطعام ان فقد حرارته وتاثرت نكهته كل شيئا له وقته المناسب الذي لابد أن ينطلق فيه حتي نشعر بقيمة الاشياء الجميلة
ان علينا ان نستغل كل لحظه في حياتنا في حينها ان نفرح في حين الافراح ان نتكلم ان وجد الكلام ان نعبر عن كل ما يدور بداخلنا من أحاسيسي ومشاعر حقيقية ان نعتذر لاحبابنا أن اخطئنا في حقهم دون تأجيل أو إنتظار ولكن تبقي أمور خالدة في النفس لالبس فيها إنها حالة الرضا والسعادة ان مرت المواقف منا فلا نقف أمامها سدا منيعا مصابين بالاحباط ولنتذكر دائما أقدار الله سبحانه وتعالى والرضا بالقدر ولكن علينا أن نفعل كل ما في امكاننا من قدرات وإني لولا ان فقدت المقالة التي محوتها بلمسة من هاتفي ما وصلت اليا فكرة مقالتي هذه فقد يحرمنا الله اشياء ليكرمنا باخري فيكون في المنع العطاء وأبواب الأمل والتفاؤل والحياة فلا نقلق ولها مدبر عظيم يدبر الامر كله فقد ثق بالله ونفسك وتوكل علي الله



