
هناء الصغير
تلقي «وادي السيليكون»، مقر أكبر شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم، خطة مثيرة للجدل لمكافحة تغير المناخ وتعديل الطقس في جميع أنحاء العالم، ولكن بطريقة مثيرة وغريبة بعض الشىء وهي «حجب الشمس».
في خطوة للحد من تطرف الطقس التي يشهدها العالم منذ سنوات، ابتكرت إحدى الشركات الناشئة الجديدة «Make Sunsets»، والتي أطلقت بالونات فوق مدينة باجا بالمكسيك لتطلق الهباء الجوي الذي يعكس ضوء الشمس في طبقة الستراتوسفير للأرض، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل».
ويُعتبر مفهوم الشركة تبريد الأرض من خلال إرجاع ضوء الشمس إلى الفضاء عبر رذاذ الكبريتات، ليس جديدًا، ففي الواقع، إنه واحد من العديد من الأفكار الغريبة التي يتم تمويلها الآن بنشاط من قبل مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، والرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان، وآخرين في شركات التكنولوجيا الكبرى.
ومع ذلك، فإن الهندسة الجيولوجية الشمسية التي تقوم بها شركة Make Sunsets، والتي يأملون في تمويلها عن طريق بيع «أرصدة التبريد» للشركات الصديقة للبيئة، قد أثارت انتقادات شديدة من الخبراء، إذ حذر الباحثون من الأوساط الأكاديمية والحكومية وحتى وكالات التأمين العالمية من عواقب غير مقصودة، مثل الجفاف الإقليمي وفشل المحاصيل والتحولات إلى التيار النفاث الأطلسي، مما قد يؤدي إلى سحب الأعاصير والأمراض الاستوائية
ويوضح أدريان هيندز، مرشح الدكتوراه في الجامعة الوطنية الأسترالية، في تصريحات للصحيفة: «أن الجهود المبذولة لتحقيق حجب الشمس، على الأقل في الوقت الحاضر، ليست قريبة من المستوى المطلوب فعليًا لخفض درجات الحرارة العالمية بشكل ملموس»، وبالمثل، وصف الباحث في تكنولوجيا المناخ الدكتور شوشي تالاتي في الجامعة الأمريكية خطة عمل الشركة ليس لها قيمة.
وأضاف هيندز: «ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن الغازات الدفيئة الزائدة تعمل على تسريع الدورة الهيدرولوجية، والمزيد من الحرارة يعني المزيد من تبخر الماء وبالتالي المزيد من الطقس الرطب»، موضحًا: أن تبريد الكوكب بواسطة الأجهزة العُليا للرقابة العليا أو الهندسة الجيولوجية الأخرى مثل تفتيح السحب البحرية من شأنه أن يبطئه، ولكن ليس بشكل كامل لأن أيًا منهما ليس مضادًا لثاني أكسيد الكربون. شمالًا.
وبعبارة أخرى، يُمكن القول بأنه على الرغم من أن تقنيات البدر الجوية الواسعة هذه قد تنجح في تبريد الأرض، إلا أن العملية ستظل تترك كميات متزايدة من غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي للأرض.
ومع ذلك، فقد جمعت الشركة الناشئة بالفعل أكثر من مليون دولار من المليارديرات التكنوقراط الذين يبحثون عن حلول سريعة قائمة على السوق لأزمة المناخ، وتتسابق شركات مماثلة أيضًا للاستفادة من فوائد رأس المال الاستثماري، بما في ذلك شركة Stardust Solutions، التي جمعت 15 مليون دولار.