
بعد هدوء نسبي تم التوصل اليه بين كل من روسيا وتركيا وإيران بموجبسوتشي واقتراح حل مؤقت (مناطق خفض التصعيد) التي حددت مناطق السيطرة في سوريا وحصلت قسد برعاية غربية على مناطق شرقي الفرات والتي تشكل ثلث مساحة سوريا حيث استمر الهدوء قرابة الخمس سنوات تخللها بعض الاحداث التي لم ترقى الى تغيير كبير في مناطق السيطرة باستثناء ثورة العشائر العربية التي قام بها أبناء المنطقة التي تسيطر عليها قسد (P.K.K) والتي انتهت بتدخل التحالف الدولي (أمريكا) لصالح قسد واستمرارها في السيطرة على مناطق شرق الفرات ، الا أن المتأمل للأوضاع الجارية في المنطقة بعد طوفان الأقصى وامتداد الحرب الى لبنان يدرك ان موازين القوى قد تغيرت بشكل كبير مما ينعكس على الصراع الدائر في سوريا، حيث كان يتوجب على القوى الفاعلة في الساحة السورية إيجاد حل سياسي بعد الهدوء النسبي الذي صارت إليه الأمور وخاصة ان الدول المنخرطة بشكل مباشر في هذا الصراع استطاعت ابتكار توافقات أولية عبر سوتشي، ان الارتكاز الى الحل العسكري لن يحقق استقرار دائم حيث يتغير بتغير موازين القوى الإقليمية والدولية التي ماتزال تجد في الساحة السورية بيئة خصبة لتصفية حسابتها وصراعتها الجيوسياسية دون مراعاة مصالح الشعب السوري فهي تريد للصراع الدائر في سوريا الاستمرار الى أطول مدة ممكنة لانهاك جميع الأطراف المنخرطة فيه وفرض الحلول التي تناسبها بمعزل عن إرادة السورين، ان المطلوب في هذه المرحلة الحساسة من كافة الأطراف السورية عدم التمرس وراء الانتصارات العسكرية التي لن تحقق لاي طرف ما يصبوا اليه وإيجاد حل سياسي واقعي يناسب جميع السورين بكافة اطيافهم وانتمائهم دون اقصاء احد.
المستشار أسعد محمود الهفل