
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية، اليوم الإثنين، أن روسيا بدأت سحب كميات كبيرة من المعدات العسكرية والقوات من سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين ومسؤول غربي مطلعون على المعلومات الاستخباراتية، وصفهم الانسحاب الروسي من سوريا بأنه كبير ومهم، مشيرين إلى أنه بدأ الأسبوع الماضي. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الانسحاب بصورة دائمة.
الانتقال إلى ليبيا
وأفاد مسؤولان أميركيان بأن الروس بدأوا نقل أصول بحرية من سوريا إلى ليبيا، بينما قال مسؤول دفاعي منفصل إن موسكو زادت من ضغطها لتأمين مطالبتها بميناء في بنغازي.
وحذر المسؤول من أنه في حال خسرت روسيا ميناءً في ليبيا واضطرت للتخلي عن طرطوس في سوريا، فستكون بلا ميناء في البحر الأبيض المتوسط، مما يعيق قدرتها على إسقاط نفوذها على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار المسؤول أيضًا إلى أن فقدان طرطوس، حتى ولو مؤقتًا، سيصعّب على روسيا نقل المواد غير المشروعة بين روسيا وإفريقيا.
تفاوض للبقاء
وتشير المعلومات الاستخباراتية الأميركية والغربية – بحسب «سي إن إن» – إلى أن المسؤولين الروس يحاولون معرفة ما إذا كانت «هيئة تحرير الشام»، وهي الفصيل الرئيسي الذي يسيطر الآن على سوريا، منفتحة على تسوية تفاوضية تتيح لروسيا البقاء في بعض قواعدها الرئيسية، والتي تشمل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ومنشأة ميناء في طرطوس، وفقًا للمصادر.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إن روسيا على اتصال مع الفصائل في دمشق.
وأضاف: «يجب علينا الحفاظ على الاتصال مع أولئك الذين يسيطرون على الوضع على الأرض لأن لدينا منشآت وأفراد هناك»، وفق تعبيره.
التجهيز للمغادرة
وأفادت شبكة «سي إن إن» الأسبوع الماضي أن روسيا بدت وكأنها تجهز طائراتها لمغادرة قواعدها العسكرية في سوريا، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي جمعتها شركة «ماكسار» يوم الجمعة صباحًا.
إذ شوهدت في قاعدة حميميم الجوية، طائرتين من طراز «AN-124» للنقل العسكري الثقيل في المطار، وكلاهما مرفوعتا الأنف، مما يشير إلى أنهما مستعدتان لتحميل البضائع.
وفي نفس القاعدة، تم تفكيك مروحية هجومية من طراز «Ka-52»، على الأرجح استعدادًا لنقلها، كما شوهدت أجزاء من وحدة دفاع جوي من طراز «S-400» تُحزم لنقلها.
ويوم السبت، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأنه لا يستطيع التعليق على الانسحاب الروسي.
استغلال الانسحاب الروسي
من جهة أخرى، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون، اللواء باتريك رايدر، يوم الإثنين، إن الولايات المتحدة باتت قادرة على العمل بحرية أكبر في سوريا لتنفيذ عمليات ضد تنظيم «داعش» بسبب عدم استخدام أنظمة الدفاع الجوي الروسية التي قد تشكل خطرًا على الطائرات الأميركية داخل البلاد.
ونفذت قوات القيادة المركزية الأميركية عدة جولات من الضربات الجوية استهدفت معسكرات وعناصر تنظيم «داعش» في سوريا منذ الإطاحة بالأسد في وقت سابق من هذا الشهر، بما في ذلك جولة من الضربات، اليوم الإثنين.
وقال رايدر للصحفيين: «أحد العوامل الكبيرة التي تغيرت في سوريا هو المجال الجوي، حيث كانت أنظمة الدفاع الجوي التابعة للنظام السوري وروسيا في السابق تعيق في كثير من الحالات قدرتنا أو رغبتنا في دخول تلك المناطق لتنفيذ عمليات ضد داعش.. البيئة الآن أكثر تساهلًا في هذا الجانب».