كتب:سيد يوسف
لاشك أن التصريحات الأخيرة للرئيس الامريكى المنتخب دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين الى مصر والأردن أدخلت القضية الفلسطينية لمرحلة حرجة بخاصة مع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية.
ولعل طرح ترامب لفكرة التهجير فى مستهل مهامه الرئاسية لم يكن سوى بالون اختبار وجس نبض لسيناريوهات “سوداوية”قد تحدث مستقبلا اذا لم يكن هناك تحرك عربى وتكاتف قوى فى مواجهة الكيان الإسرائيلى والغطرسة الأمريكية.
وقد جاء رفض مصر القاطع لمخطط التهجير بعدما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي: “إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه” مضيفا انه “لا يمكن أبدا التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية”.
وعلى الرغم من تغير الرؤساء الأمريكيين ما بين جمهورى وديمقراطى إلا ان تحقيق الأمن والأمان لإسرائيل سيظل دائما القاسم المشترك لكل رئيس امريكى ينتخب.
فالسياسة الأمريكية ثابته حتى مع تغير الرؤساء فلم يخفى اى رئيس أمريكى ولائه لإسرائيل حتى دونالد ترامب لم يخفِ دعمه الكامل لها، وعُرف بمواقفه الحادة تجاه القضية الفلسطينية، بدءًا من نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وصولًا إلى إعلانه عن “صفقة القرن”.
ان دعوة ترامب الصريحة لنقل سكان غزة لمصر والأردن هى اولى خطوات مخططه للتعامل مع الملف الفلسطينى وقد أثار غضبا واسعا وبخاصة،انه أعرب عن أمله في أن “يستجيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمقترحه”،لأن الولايات المتحدة “ساعدت مصر كثيرًا” خلال السنوات الماضية.
كما أن تصريحات ترامب بأن ملك الأردن قد يكون “مساعدا في هذه القضية أثارت ردود فعل غاضبة، خصوصًا مع رفض الأردن أيضا مقترح ترامب قائلة إن “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”.
ان تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية إلى مصر أو الأردن ستكون له عواقب وخيمة” فتدفق اللاجئين إلى سيناء قد يؤدي إلى تفجر أزمات أمنية ومقاومة ضد الاحتلال”.
وسيكون له تداعيات إقليمية فوجود قلاقل في الأردن وسيناء قد يدفع إسرائيل للتدخل العسكري في الدولتين، مما ينذر بتوسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية واتساع رقعة الصراع العربى الإسرائيلى.
ان الدور العربى له أهمية كبرى في مواجهة المخططات الإسرائيلية الأميركية،وبخاصة الدول الخليجية، التى تمتلك اقتصادا يعادل اقتصاد دول كبرى مثل إيطاليا، ما يمنحها نفوذا متزايدا على الساحة الدولية.
ودعم”الدول العربية للقضية الفلسطينية بشكل جاد، والحرص على الأمن القومي العربي يعزز هذا الدعم”،كما أن “الضغط العربي قد يؤثر على ترامب فيما يتعلق بفكرة التهجير”.
وكانت بعض الدول العربية قد حذرت منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وحركة حماس في أكتوبر 2023، من مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر المجاورة ومن الضفة الغربية إلى الأردن.
