
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
ساعات قليلة وتنطلق الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي ستقرر الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
وما زال شبح 6 يناير/ كانون الثاني 2021 يخيِّم على واشنطن، ففي ذلك اليوم، اقتحم مئات من أنصار المرشح الجمهوري دونالد ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لمنع التصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن، ولذلك تستعد مدينة واشنطن لأي تكرار محتمل لأعمال العنف التي هزَّتها قبل 4 سنوات.
لذا عززت الشرطة الأميركية من الإجراءات الأمنية المشددة في محيط مبنى الكونغرس (الكابيتول) ، وذلك قبل ساعات قليلة من انطلاق الانتخابات الرئاسية.
ورصدت كاميرا القنوات الاخبارية تعزيز الإجراءت الأمنية حول مبنى الكابيتول تخوفا من تكرار سيناريو 6 يناير/ كانون الثاني عام 2021.
وقال الاعلام فى العاصمة الأميركية واشنطن، إن رجال الأمن ينتشرون في مكان، مشيرا إلى أن الحكومة الفدرالية لن تسمح بأي اضطرابات كما حدث في السابق.
واشنطن تتحسب لتكرار تجربة العنف
وسبق وحذّرت سلطات العاصمة الأميركية من أنه يمكن توقع بيئة أمنية متقلِّبة وغير متوقعة في الأيام وحتى الأسابيع التالية لإغلاق مراكز الاقتراع، مضيفة أنها لا تتوقع إعلان الفائز في يوم الانتخابات.
وقال كريستوفر رودريغيز أحد المسؤولين في المدينة خلال اجتماع مجلس المدينة الأسبوع الماضي: «بدأت استعداداتنا لعام 2024 في 7 يناير/ كانون الثاني 2021 من نواحٍ عدة».
في تلك الفترة، رفض ترمب مرارا الإعلان ما إذا كان سيقبل نتائج الانتخابات، مدَّعيا وجود تزوير وغش في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، ما أدى إلى اندلاع المزيد من الاضطرابات.
وحتى قبل الهجوم على مبنى الكابيتول، هزَّت واشنطن تظاهرات عنيفة خلال الحركة الاحتجاجية المناهضة للعنصرية «بلاك لايفز ماتر» (حياة السود مهمة) في صيف 2020.
سباق بين هاريس وترمب
ومع بدء العد التنازلي ليوم الانتخابات الأمريكية 2024، تتسابق نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب، على كسب أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة.
ونشر موقع شبكة سي إن إن تقريرا قال فيه إن الفائز في 6 ولايات بعينها سيكون هو الفائز بالانتخابات، مشيرا إلى أن الولايات المقصودة هي «جورجيا، ميشيغان، كارولينا الشمالية، بنسلفانيا، ويسكونسن، وأريزونا».
ويرى التقرير أن استطلاعات الرأي ليست مثالية، فمن الممكن أن يفوز ترمب بسهولة بواحدة أو أكثر من هذه الولايات الثلاث، ولنفترض أنه فاز بواحدة منها، ولا يزال بوسع هاريس أن تحصل على 270 صوتا انتخابيا بإضافة ولاية أخرى إلى رصيدها.
يقول التقرير إنه لم تشهد أي ولاية انتخابات رئاسية متتالية أكثر من ولاية كارولينا الشمالية التي حسمت فيها الانتخابات بفارق أقل من خمس نقاط في أربع دورات متتالية، ومن المرجح أن تكون الولاية أكثر تنافسية مرة أخرى، ويبدو أن ترمب يتمتع بميزة بنحو نقطة واحدة في كارولينا الشمالية الآن، وفقًا لمتوسط استطلاعات الرأي الأخيرة.
وأوضح التقرير أنه من المهم أن الولاية لديها 16 صوتًا انتخابيًا، وهذا يعني أن هاريس قد تخسر إما ميشيغان أو ويسكونسن، ويحل محلها بسهولة في ولاية كارولينا الشمالية، وينطبق الأمر نفسه على ولاية جورجيا، إذ تمتلك هذه الولاية 16 صوتًا انتخابيًّا.. فلماذا إذن تتفوق ولاية كارولينا الشمالية على ولاية جورجيا من حيث الأهمية؟.
وقال التقرير: «فاز بايدن بولاية جورجيا في عام 2020، بينما خسر كارولينا الشمالية أمام ترمب بفارق نقطة واحدة، والتفسير البسيط هو أن استطلاعات الرأي كانت متقاربة في كارولينا الشمالية هذه المرة، وكان ترمب متقدمًا بنقطتين أو ثلاث نقاط، وفقًا لمتوسط استطلاعات الرأي في جورجيا على مدار الأسابيع القليلة الماضية».
الناخبون السود
وأضاف: «وبما أن القاعدة الديمقراطية في كل من هذه الولايات الجنوبية تعتمد بصورة كبيرة على الناخبين السود وخريجي الجامعات، فمن المرجح أن أي خطأ في استطلاعات الرأي بإحدى الولايات سوف يظهر في الأخرى أيضًا.. بعبارة أخرى، من المرجح أن تكون فرص هاريس في الفوز بولاية نورث كارولينا أفضل من فرصها في جورجيا».
وتابع التقرير: «لكننا لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كانت جورجيا ستصوت إلى يمين كارولينا الشمالية، وإذا خسرت هاريس ولاية ويسكونسن إلى جانب ميشيغان أو بنسلفانيا فسوف تحتاج إلى الولايتين الجنوبيتين للحصول على 270 صوتا انتخابيا».