عربي وعالمي

جيش الاحتلال يعلن رسميا استدعاء آلاف الحريديم للتجنيد وسط اندلاع مظاهرات غاضبة

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، رسميا عن إصدار استدعاءات لآلاف الحريديم الأحد المقبل، للخدمة في الجيش في قرار ينهي الإعفاء المستمر منذ فترة طويلة لهذه الفئة من أداء الخدمة العسكرية.

ومن جانبها، أفادت مراسلة الغد، بقيام مئات الحريديم بالتظاهر وإغلاق شارعا رئيسيا شرقي تل أبيب احتجاجا على قرار تجنيدهم، مشيرة إلى قيام شرطة الاحتلال باعتقال 3 منهم عقب قطعهم الشارع.وذكر بيان عسكري إسرائيلي أنه اعتبارا من الأحد المقبل سيبدأ إصدار أوامر الاستدعاء لدفعة أولى، وذلك قبل دورة التجنيد المقبلة في يوليو/ تموز الجاري.

 

تجنيد الحريديم 

وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو /حزيران بأنه يتعين على الحكومة البدء في تجنيد الحريديم في الجيش، مما خلق مزيدا من الضغوط السياسية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 وجاء في حكم المحكمة الصادر بالإجماع «في أوج حرب صعبة، يعتبر عبء عدم المساواة أكثر حدة من أي وقت مضى».

 ويلزم القانون معظم اليهود الإسرائيليين بالخدمة في الجيش من سن 18 عاما لمدة 32 شهرا للذكور و24 شهرا للإناث.

 أما أبناء الأقلية العربية، ونسبتها 21 بالمئة من سكان إسرائيل، فهم معفيون ومع ذلك يؤدي بعضهم الخدمة، كما استمر إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية المتزمتين دينيا إلى حد كبير منذ عقود.

 وقال حزب اليكود إن قرار المحكمة العليا محير بالنظر إلى الجهود الجارية في الكنيست للاتفاق على قانون جديد للتجنيد قد يعالج المشكلة.

احتجاجات واسعة

 ويضم ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزبين متشددين يعتبران الإعفاءات عنصرا مهما للاحتفاظ بدعم ناخبيهما في المعاهد الدينية ولمنع انصهار هؤلاء المؤيدين في الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة.

 وأثارت هذه القضية احتجاجات واسعة من جانب اليهود المتزمتين دينيا والذين يشكلون 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 19 بالمئة بحلول 2035.

 ويشكل رفضهم أداء الخدمة في الحروب التي يدعمونها مسألة مثيرة للخلاف آخذة في التزايد داخل المجتمع الإسرائيلي.

 والأقلية العربية التي تشكل 21 بالمئة من سكان إسرائيل أيضا معفاة في الغالب من أداء الخدمة العسكرية التي تلزم الإسرائيليين بشكل عام في سن 18 عاما بأداء الخدمة لمدة 32 شهرا للرجال و24 شهرا للنساء.

يهود متزمتون دينيا يتظاهرون احتجاجا على محاولات تغيير سياسة الحكومة التى تعفي اليهود المتدينين من التجنيد العسكري في القدس يوم الأول من أبريل نيسان 2024.

 

نهاية حقبة إعفاء الحريديم

 انتهى العام الماضي سريان قانون يمنح الإعفاء لطلاب المعاهد الدينية، غير أن الحكومة استمرت في إعفائهم، وقضت المحكمة العليا بأنه في غياب أساس قانوني جديد للإعفاء يجب على الدولة تجنيدهم.

 كما منع الحكم المعاهد الدينية من تلقي إعانات حكومية إذا تجنب الدارسون فيها الخدمة دون أسباب للتأجيل أو الإعفاء، مما يفاقم الضغط على الأحزاب الدينية المتطرفة في الائتلاف الحاكم.

 وأصبح إعفاء الحريديم من التجنيد مثيرا للجدل بشكل خاص وسط ما تخوضه قوات الاحتلال من حرب متعددة الجبهات مع حركة حماس في غزة وحزب الله في جنوب لبنان.

 ويقول الجيش إنه في حاجة ماسة إلى مزيد من المجندين، إلا أن زعماء اليهود المتدينين يرون أن الإعفاءات ضرورة وجودية للمحافظة على تقاليدهم.

 وقال النائب المنتمي لحزب متزمت دينيا، موشيه جافني الذي يرأس لجنة الشؤون المالية القوية في الكنيست: «لا يوجد قاض يفهم قيمة دراسة التوراة وما تقدمه لشعب إسرائيل عبر الأجيال».

 وقال النائب المعارض وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان: «التهرب من الخدمة العسكرية لا يمت لليهودية بصلة».

 وظلت حكومة إسرائيل تطلب من المحكمة العليا مزيدا من الوقت على مدى أكثر من ست سنوات لإقرار قانون جديد للتجنيد لحل هذه المعضلة.

 وأدى إعفاء الحريديم من التجنيد في الأشهر القليلة الماضية إلى احتجاجات من الإسرائيليين الغاضبين من تحملهم مغبة الحرب في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock