الصحة والتعليم

الجامعه ليست الباب الوحيد

كتبت شيماء محمود امين
يا من تقرأ هذه السطور في أيام التنسيق، حيث تتأرجح القلوب بين الفرح والحزن، وحيث يعلو صوت التهاني في بيت، ويخفت في بيت آخر…
ربما لم تُكتب لك كلية كنت تتمناها، أو لم تدخل الجامعة أصلًا، وربما تشعر أن الأبواب قد أوصدت أمامك. لكن صدّقني، الحياة أوسع من ورقة تنسيق، وأغنى من أن تُختزل في مقعد دراسي أو لقب أكاديمي.
إن الجامعة باب من أبواب العلم، لكنها ليست الباب الوحيد. كم من شخص عبرها وخرج بلا أثر، وكم من آخر لم يدخلها، فإذا به يطرق أبواب المجد بمهارة، ويكتب اسمه في سجل الناجحين بجهده وإبداعه.
العالم اليوم لا يسأل: ما شهادتك؟ بل يسأل: ماذا تعرف أن تفعل؟
إن كان عقلك مولعًا بالتقنية، فتعلّم البرمجة أو التصميم من بحر المعرفة المفتوح على الإنترنت.
وإن كانت يداك تجيدان الصنعة، فالحرف والمهن يمكن أن ترفعك درجات.
وإن حمل قلبك موهبة، كالكلمة أو الصورة أو اللحن، فاعتنِ بها حتى تزهر وتثمر.
لا تجعل الإخفاق في مسار واحد يسرق منك شغف الحياة، ولا تسمح لليأس أن يضعف خطاك. الطريق ليس مرسومًا على الورق، بل محفور في إرادتك، ومعبدٌ بعرقك وصبرك.
وتذكر، أيها الصديق: النجاح ليس شهادة تُعلّق على الجدار، بل هو أثر تتركه، وقيمة تضيفها، وحلم تحوّله إلى واقع. أنت اليوم صاحب القرار، فإما أن تنتظر من يرسم لك مصيرك، أو تمسك القلم وتكتب بنفسك فصول حكايتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock