صحف وتقاريرعربي وعالمي

غزة تحت المطر: خيام مهددة وأمراض تلوح في الأفق”

شمال سيناء _ سميره حسن 

 

المشهد الميداني

في قلب مدينة غزة، حيث يقطن آلاف النازحين في خيام مؤقتة، تحولت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية إلى كارثة إنسانية جديدة. معظم الخيام التي تؤوي العائلات تضررت بشكل كبير، بعضها انهار بالكامل، والبعض الآخر لم يعد يصلح للحماية من البرد أو المياه المتدفقة.

 

جهود الإنقاذ المحدودة

فرق الإنقاذ التابعة لبلدية غزة تعمل بوسائل بدائية، إذ تفتقر إلى المعدات اللازمة لشفط مياه الأمطار التي ارتفع منسوبها في الشوارع والمخيمات. المشهد يوحي بجهود بطولية رغم الإمكانيات المعدومة، حيث يعتمد المنقذون على أدوات بسيطة في محاولة لتصريف المياه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

تهديد صحي متفاقم

مع تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي في الشوارع، يواجه أهالي القطاع خطراً مضاعفاً يتمثل في انتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي وأمراض الجهاز التنفسي. الأطباء يحذرون من أن الوضع البيئي الحالي قد يتحول إلى بؤرة وبائية إذا لم يتم التدخل العاجل.

 

شهادات من الميدان

– أم محمد، وهي نازحة في أحد المخيمات، تقول: “الخيمة لم تعد تصلح، المياه تدخل من كل جانب وأطفالي ينامون على الأرض المبتلة.”

– أحد أفراد فرق الإنقاذ يوضح: “نعمل بأيدينا، لا نملك مضخات ولا آليات، نحاول فقط منع المياه من الوصول إلى الأطفال.”

 

غياب الدعم الدولي

رغم التحذيرات المتكررة، لم تصل إلى غزة مساعدات كافية لمواجهة هذه الأزمة. المنظمات الإنسانية تكتفي بالبيانات، فيما يظل الأهالي في مواجهة مباشرة مع الطبيعة القاسية والظروف المعيشية الصعبة.

 

غزة اليوم ليست فقط تحت القصف والحصار، بل تحت تهديد المطر والمرض أيضاً. الأزمة البيئية والصحية المتفاقمة تكشف هشاشة البنية التحتية وانعدام الوسائل الأساسية للحماية، لتبقى حياة آلاف النازحين معلقة بين السماء والأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock