تنتشر العديد من العبارات والشتائم التي يستخدمها الناس يوميًا دون أن يدركوا جذورها أو معانيها الأصلية، في العامية المصرية،والتي تعود في كثير منها إلى اللغة القبطية، آخر مراحل اللغة المصرية القديمة.
فمثلاً، يُقال “فلان دا بلط”، وهي مشتقة من الكلمة القبطية “بيلتي” وتعني “مقعد” أو “ثابت في مكانه”، للدلالة على الكسل أو الخمول. وكذلك عبارة “جتك شوطة تاخدك”، حيث “شوطة” أصلها “شووت” وتعني الكوليرا أو الوباء، ما يجعل العبارة دعاءً بالهلاك لا مجرد ركلة عابرة كما يعتقد البعض.
أما وصف “الست دي شلق”، فمرجعه إلى الكلمة القبطية “شلاك” التي تعني الانفعال والمبالغة في التعبير، وغالباً ما تُقال لوصف من ترفع صوتها أو تستخدم ألفاظًا مبتذلة. فيما تعني كلمة “أوباش” ببساطة “العرايا” أو “الصعاليك”، وهي بلا مفرد.
ومن العبارات التي تحمل جذورًا مصرية قديمة أيضًا “غراب البين”، حيث “البين” تعني الشر، ليصبح الغراب رمزًا للتشاؤم. و”مدهول” من “متاهوول” أي غير منظم، بينما “جاك خيبة بالويبة” تشير إلى خيبة كبيرة جدًا، إذ أن “الويبة” وحدة قياس قديمة تعادل كيلتين.
حتى العبارات التي نظنها حديثة مثل “هسويك”، لا تعني الطهي بل مشتقة من “سوى” القبطية، أي “يقطع الأوصال”، لتكون التهديد حرفيًا بالتمزيق.
وربما الأغرب، عبارة “يا ابن الإيه”، حيث أن “إيه” هنا تعني “البقرة” باللغة القبطية، ما يمنح العبارة معنى غير متوقع تمامًا.
المثير أن المصريين القدماء لم يشتموا بالأم أو المرأة مطلقًا، إذ كانت تحظى بمكانة مساوية للرجل، وتعمل في كل المجالات، حتى أنها كانت تقود الصلوات وتُقيم الشعائر الدينية.
شتائم اليوم، وإن بدت دارجة، تحمل بين طياتها جذورًا لغوية وتاريخية عميقة، تربطنا بالهوية المصرية القديمة، وتكشف عن تطور اللغة والمجتمع عبر العصور.