في زمنٍ تتكاثر فيه التحديات وتتعقد فيه الأزمات، لا يمكن للأوطان أن تنهض إلا بسواعد أبنائها. وبينما تتجه أنظار المجتمع إلى فئات مختلفة بحثًا عن الحلول، هناك فئة منسية تقف على أطراف الحياة: أطفال الشوارع وأبناء الملاجئ. أولئك الذين لم يمنحهم القدر فرصة العيش الكريم أو التعليم أو الأسرة، لكن يمكن للوطن أن يمنحهم شيئًا أكبر: الانتماء والكرامة والأمل.
فكرة المشروع
يقوم المشروع على إنشاء مدارس خاصة بإشراف القوات المسلحة المصرية، تستقبل أطفال الشوارع والملاجئ منذ الصغر، وتوفر لهم بيئة متكاملة تجمع بين التربية والتعليم والانضباط العسكري والتأهيل المهني والعلمي.
ففي تلك المدارس، يتعلم الأطفال منذ نعومة أظافرهم القراءة والكتابة والعلوم والهندسة والطب والحساب واللغة العربية، إلى جانب فنون القتال والانضباط والدفاع عن النفس والوطن، في إطار من الرحمة والعدالة والرعاية الإنسانية.
الهدف الأسمى
ليس الهدف تحويل هؤلاء الأطفال إلى مقاتلين بقدر ما هو تحويلهم إلى رجال مسؤولين، يعرفون قيمة الوطن ويحملون بداخله حبًا نقيًا لا تشوبه المصلحة.
فحين يبلغ الشاب سن الرجولة، يكون قد تلقى علمًا راسخًا، وتربية أخلاقية، وانضباطًا عسكريًا، تجعله نموذجًا فريدًا للمواطن الصالح المنتج المحب لبلاده.
الجانب الاجتماعي والإنساني
إن دمج هؤلاء الأطفال في مؤسسات منظمة وآمنة، يمنحهم حياة جديدة ويقلل من ظاهرة التشرد والإدمان والانحراف.
كما يسهم في بناء جيلٍ جديد يرد الجميل للمجتمع ويملأ فراغًا بشريًا هائلًا في قطاعات التعليم، والصناعة، والجيش، والطب، والبحث العلمي.
الجانب الوطني
ستكون هذه المدارس بمثابة مصانع رجال، تُعيد تدوير الألم إلى طاقة، واليأس إلى إبداع، والفقر إلى عزة.
رجال تربوا على حب الأرض والانضباط والإيمان بالقيم العليا، ليصبحوا في المستقبل قادة في مواقعهم، وعلماء في مجالاتهم، وأبطالًا في ميادينهم.
الخاتمة
إن بناء الأوطان لا يتم فقط بالمشروعات العملاقة والاقتصاديات الكبرى، بل يبدأ من الإنسان نفسه.
فإذا استثمرنا في هؤلاء الأطفال المظلومين والمحرومين، فإننا نستثمر في مستقبل الوطن ذاته.
وما أعظم أن نرى يومًا جيلاً من أبناء الشوارع والملاجئ يقفون في الصفوف الأولى، يحملون راية مصر، قلوبهم مملوءة بالعزة، وعيونهم تتحدث بلغـة واحدة: “الوطن أولاً”.