
ان الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله “يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون” ،” يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام انه كان عليكم رقيب” ، ” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الطمع والجشع، ومن أهم العوامل والأسباب المعينة على التلوث برذيلة الطمع هو الجهل وضآلة الوعي في المعارف الالهية.
من فقه وعقائد وأخلاق، ومن الثابت أن هذه المعارف لها دور أساس في بناء الشخصية الملتزمة وإعطائها الحصانة اللازمة ضد إقتراف وممارسة القبائح والتلوث بها، وعدم الإهتمام بتهذيب النفس وتزكيتها وتربيتها وترويضها بالصبر على الطاعات وترك المعاصي، ومثله عدم المبالاة والتساهل تجاه التكاليف الشرعية وعدم الجدّية في أخذها بنظر الإعتبار في التعامل والعلاقات، فان ذلك يجعلها عرضة للإصابة بمختلف الإمراض الأخلاقية ومنها الطمع، حيث قال الله تعالى ” قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” وكما أن من أهم العوامل والأسباب المعينة على التلوث برذيلة الطمع هو التربية الفاسدة، والنشوء في المحيط الملوث، ورفقة السوء، وهذه كلها عوامل مهمة ومؤثرة في فساد أخلاق الفرد والمجتمع، وإبتلائهما بشتى أنواع الأمراض الأخلاقية.
والتي منها الطمع، وكذلك حب الدنيا وتمكنه من النفس، وهو من أخطر العوامل التي تجمع بصاحبها وتورده المهالك في إرتكاب المعاصي، والإغترار بالعروض المغرية، المادية منها والمعنوية أو كليهما، كالعروض المالية الضخمة، أو المناصب الدنيوية الكبيرة من رئاسة وإمرة وجاه وما شاكلها، ومن أهم العوامل والأسباب المعينة على التلوث برذيلة الطمع هو صغر النفس وحقارتها، وضعف الايمان، وهذه عوامل وبواعث تحط من كرام النفس وإبائها الذي يتنافى والطمع وبالتالي تجعلها عرضة للإصابة بهذه الآفة الخلقية، ومن أهم العوامل والأسباب المعينة على التلوث برذيلة الطمع هو مرض القلب ومعاناته من الإبتلاء بهذه الرذيلة، فهو يجعل صاحبه يتوقف الى ما يطمع اليه، ويتحرك الطمع في داخله كلما التمس سببا ودافعا لذلك، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله أوصني، قال “إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وإياك وما يعتذر منه” وقيل جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أوصني وأوجز، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما تعتذر منه” فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمي حوزة الدين، اللهم آمنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وجميع ولاة أمر المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا يا رب العالمين.



