تسير مصر بخطى متسارعة نحو تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير قدراتها الجوية في إطار رؤية تسعى إلى تعزيز القوة الضـاربة التى تغيّر موازين الصـــراعات فى الشرق الأوسط والعالم.
هذا التطوير، الذي بدأ بخطط تحديث محلية للأصول الجوية وتكثيف التدريبات المشتركة تُوّج خلال السنوات الأخيرة باتجاه القاهرة نحو إبرام صفقات نوعية مع موردين جدد بعيداً عن الاعتماد التقليدى على الســ لاح الأمريكى.
أحدث هذه التحركات تمثّل فى الاقتراب من توقيع اتفاق مع كوريا الجنوبية للحصول على ما يصل إلى 100 مقـــاتلة خفيفة من طراز FA-50 فى صفقة يُرجح أن تشمل نقل تكنولوجيا واسع النطاق وفق ما كشفته تقارير استخبـــــاراتية متخصصة.
وتشير المعلومات المتداولة إلى أن مصر قدّمت فى البداية طلباً للحصول على 36 طائرة بقيمة تقارب مليار دولار، قبل أن توسّع طلبها ليصل إلى 100 مقــــاتلة منها نحو 70 طائرة سيتم تصنيعها داخل مصر وهو تطور غير مسبوق فى مسار التصنيع العسكرى الجوي المصرى.
الـFA-50 هى النسخة القتـــ الية الخفيفة من طائرة التدريب والهجــــوم الخفيف T-50 Golden Eagle وقد بدأ تطوير نسختها المقاتلة عام 1997.
وبحسب مواقع متخصصة فى الصناعات الدفاعية فإن الميزة الكبرى لاقتناء هذه الطائرة تكمن في توافقها الكامل مع أسطول F-16 الذى يشكل العمود الفقرى لســـلاح الجو المصرى.
هذا التوافق يُسهّل عمليات الصيانة ويُخفض تكاليف التشغيل، ويختصر زمن تدريب الطيارين فى وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية ومتطلبات الجاهزية السريعة
كما اكتسبت المقـــاتلة الكورية سمعة واسعة عالمياً بفضل ارتفاع الطلب عليها من دول عدة أبرزها الولايات المتحدة التي تستخدمها لأغراض التدريب المتقدم.
وأوضح خبراء عسكريون أن تأخر الإعلان الرسمى عن الصفقة يعود إلى طبيعة هذا النوع من التعاقدات الدفاعية التى تُحاط عادة بقدر كبير من السرية إلى حين الاتفاق على الصيغة النهائية وبدء إجراءات التوريد الفعلي.
وأشاروا إلى أن العلاقات الدفاعية بين القاهرة وسيول تطورت بصورة لافتة خلال العقد الماضى وتخللتها زيارات متبادلة وصفقات بارزة شملت الدبابات والمدفـــ عية الثقيلة وراجمات الصـــ واريخ وصولاً إلى التعاون الجوى الحالي الذي يمثل ذروة هذا المسار.
ويرى الخبراء أن الصفقة تتجاوز كونها مجرد إضافة رقمية إلى الأسطول إذ تُعد خطوة لإعادة هيكلة القدرات الجوية المصرية لعقود مقبلة.
فالمئة طائرة المرتقبة ستشكّل أسطولاً متكاملاً بمهام متعددة، منها التدريب المتقدم، والعمليات القــــتالية الخفيفة والدعم الجوي للقوات البرية والبحرية، إضافة إلى دور رئيسى فى حماية الحدود وتأمين منصات الغاز فى شرق المتوسط.
ويؤكدون أن سرعة الطائرة التى تتجاوز 1.5 ماخ وتكاليف تشغيلها المحدودة، وقدرتها على حمل صــــواريخ جو–جو وجو–أرض، تجعلها خياراً عملياً للمهام اليومية التى لا تتطلب تشغيل مقاتلات أثقل مثل F-16 أو رافال. كما يبرز توافقها التقني مع مقاتــــ لات F-16—حيث تتشارك معها بنحو 70% من المكونات—كعامل أساسى يمنح القوات الجوية ميزة لوجستية مهمة تشمل تبسيط الصيانة وتسهيل توفير قطع الغيار.