مقالات وآراء

معاناة الشعب الفلسطيني ونظرة المجتمع الدولي فى اليوم العالمي له

بقلم مرفت عبد القادر

يُعدّ اليوم العالمي لمساعدة فلسطين أحد أبرز المناسبات الإنسانية التي تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وتعزيز دعم المجتمع الدولي له في ظل ما يواجهه من احتلال وحصار وانتهاكات مستمرة.

ورغم أن التسمية الرسمية لهذا اليوم هي “اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” الذي أقرّته الأمم المتحدة، فإن جوهر المناسبة واحد: دعم فلسطين إنسانياً وحقوقياً وإعلامياً.

أولاً: خلفية تاريخية:

تعود جذور هذا اليوم إلى قرار الأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 نوفمبر 1947، وهو القرار الذي ترتب عليه تقسيم فلسطين وبدء مسار طويل من الألم لشعب سُلبت أرضه وتشتت أبناؤه. وفي عام 1977 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم التاسع والعشرين من نوفمبر يوماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تخليداً لحقوقه وإحياءً لقضيته العادلة.

ثانياً: أهمية هذا اليوم:

يحمل هذا اليوم أبعاداً إنسانية وسياسية وثقافية مهمة، فهو لا يكتفي بالتذكير بالقضية الفلسطينية، بل يسعى إلى:

1. إبقاء القضية حاضرة في وجدان العالم

حيث تُنظَّم فعاليات وندوات ومعارض تُبرز الواقع الفلسطيني وتوثّق ما يتعرض له الشعب من معاناة.

2. تعزيز الدعم الإنساني

من خلال حملات التبرعات، ودعم المؤسسات الصحية والإغاثية، والمساهمة في توفير المتطلبات الأساسية للفلسطينيين، خصوصاً في غزة والضفة الغربية.

3. إدانة الانتهاكات:

ويأتي ذلك عبر بيانات دولية تطالب بوقف الاستيطان، ورفع الحصار، وضمان حقوق الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية.

4. تحريك الضمير العالمي

فاليوم يمثل فرصة لفتح نقاشات جديدة حول العدالة، وحقوق الإنسان، وضرورة إنهاء الاحتلال.

ثالثاً: كيف يُحتفل بهذا اليوم عالمياً؟

تشهد كثير من الدول فعاليات رسمية وشعبية تتمثل في:

جلسات يخصصها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة

معارض فنية تُبرز التراث الفلسطيني

عروض أفلام وثائقية تحكي قصص المعاناة والصمود

حملات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي

مسيرات سلمية تضامنية

مبادرات طلابية وثقافية في الجامعات والمؤسسات

كما تُقام حسنات موجهة لدعم المستشفيات والمدارس والمراكز الإغاثية في فلسطين، في تأكيد أن التضامن ليس مجرد كلمات، بل فعل يسهم في إنقاذ الأرواح ودعم الصمود.

رابعاً: دور الأفراد في هذا اليوم:

لا يقتصر دور التضامن على الحكومات والمنظمات، بل يشمل كل فرد قادر على المساهمة. ويمكن لأي شخص أن يشارك عبر:

نشر الوعي بتاريخ القضية ومعاناة الفلسطينيين

تقديم المساعدات عبر المؤسسات الموثوقة

المشاركة في الحملات الإلكترونية

دعم المنتجات الفلسطينية

الدعاء وتخصيص الوقت لاستحضار المأساة الإنسانية في فلسطين

تنظيم فعاليات مدرسية أو جامعية لتعزيز المعرفة بالقضية

خامساً: رسالة هذا اليوم:

إن الرسالة الأساسية لليوم العالمي لمساعدة فلسطين هي أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب واحد، بل قضية إنسانية بامتياز. فهي تتعلق بحق الإنسان في العيش بحرية وأمان، وحقه في وطن ومستقبل كريم. ويأتي هذا اليوم ليجدد التأكيد على أن الاحتلال لا يمكن أن يدوم، وأن الشعوب الحية لا تموت حقوقها مهما طال الزمن.

خاتمة

يبقى اليوم العالمي لمساعدة فلسطين مناسبة تذكّر العالم بأن فلسطين ليست مجرد خبر عابر، بل قصة شعب يقاوم من أجل البقاء والكرامة. إن إحياء هذا اليوم هو تجديد للعهد الأخلاقي والإنساني تجاه شعب ما زال يواجه الظلم بأشكال مختلفة. وبينما يستمر الاحتلال في فرض واقعه، يظل صوت التضامن العالمي أملاً يفتح نافذة نحو مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock