متابعة: نيفين صلاح
يتواصل العمل في مشروع قطار سكك حديد سيناء، أحد أكبر المشروعات القومية التي أطلقتها الدولة بهدف إعادة ربط شبه جزيرة سيناء ببقية محافظات الجمهورية بعد انقطاع دام لأكثر من نصف قرن في خطوة جادة نحو إعادة دمج سيناء في قلب التنمية المصرية.
المشروع الذي يمتد على مسافة 500 كيلومتر، يُشكّل ممرًا لوجستيًا استراتيجيًا باسم “ممر العريش – طابا”، ويُنفذ على ثلاث مراحل رئيسية. وقد شهدت المرحلة الأولى، التي شملت تأهيل خط الفردان – بئر العبد بطول 100 كم، انطلاق التشغيل التجريبي، ما يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز ربط القرى والمدن الواقعة على هذا الخط.
أما المرحلة الثانية، فهي قيد التنفيذ حاليًا، وتشمل إنشاء خط بئر العبد – العريش بطول 81 كيلومترًا. بينما تمتد المرحلة الثالثة من العريش إلى طابا مرورًا بالنخل والتمد، لتُغطي نحو 275 كيلومترًا إضافيًا، وتربط مناطق حيوية بالسكك الحديدية الوطنية.
ويهدف المشروع إلى تحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شمال سيناء، من خلال دعم التجمعات العمرانية والصناعية الجديدة، وربط الموانئ الرئيسية مثل ميناء العريش وميناء طابا، مما يُعزز موقع مصر كمركز لوجستي إقليمي. كما يسهم في نقل البضائع والركاب، وتسهيل التجارة والصناعة والتعدين عبر ربط المصانع والمناطق الإنتاجية بالخط الجديد.
ومن المخطط أن يُنجز المشروع بالكامل بحلول عام 2026، ضمن استراتيجية شاملة لتوطين نحو 3 ملايين مواطن في سيناء، ما يُعيد رسم الخريطة السكانية والتنموية للمنطقة.
مشروع قطار سيناء ليس مجرد خط سكة حديد، بل هو شريان حياة جديد يعكس إرادة الدولة في تعمير سيناء، وتحويلها إلى بوابة اقتصادية واعدة على حدود مصر الشرقية.
