فن وثقافة

شيرين عبد الوهاب.. “غالية علينا ” تتصدر التريند العالمي قبل طرحها وتتحول لهدية فنية خالصة لمصر

متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

في لحظة استثنائية تعكس مكانة النجمة شيرين عبد الوهاب كصوت مصر ووجدانها الحي، شهد الوسط الفني والإعلامي حدثًا مميزًا بعدما تصدرت أغنيتها الجديدة “غالية علينا ” قوائم التريند العالمي على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وذلك حتى قبل طرحها رسميًا، لتؤكد أن حالة الشغف الجماهيري تجاه شيرين لم تتراجع يومًا، وأن صوتها لا يزال قادرًا على إشعال القلوب وإثارة موجات واسعة من الترقب والفخر، خصوصًا وأن العمل أُعلن عنه باعتباره إهداء من كل صناع الأغنية لمصر الغالية، لتتحول الأغنية من مجرد عمل فني إلى رسالة حب وولاء وانتماء.

الأغنية حملت توقيع نخبة من أهم صناع الأغنية في مصر والوطن العربي، حيث كتب كلماتها الشاعر تامر حسين، الذي دائمًا ما ينجح في صياغة أحاسيس الوطن والعاطفة في جمل قريبة من القلب، بينما وضع ألحانها المبدع عمرو مصطفى، صاحب البصمات الذهبية في الأغاني الوطنية والعاطفية، والذي يعرف جيدًا كيف يقدّم لحنًا قادرًا على تحريك المشاعر الجماعية، أما التوزيع الموسيقي فجاء بتوقيع الموزع العبقري توما، الذي أضاف بلمساته الإيقاعية الحديثة روحًا معاصرة جعلت الأغنية أقرب ما تكون إلى نشيد وجداني عالمي، فيما تكفّل مهندس الصوت هاني محروس بإخراج العمل بأعلى جودة ممكنة، ليظهر في ثوب يليق باسم شيرين ومكانة مصر.

المثير في الأمر أن تصدّر الأغنية للتريند العالمي قبل طرحها لم يكن صدفة، بل نتيجة طبيعية لمعادلة خاصة تجمع بين شيرين وبلدها، فهي النجمة التي تحمل في صوتها بُعدًا وطنيًا صادقًا يلمسه الجمهور بلا وسائط، وكلما أعلنت عن تقديم عمل جديد لمصر، يتحول ذلك إلى حالة جماهيرية تتسع لتشمل ملايين المحبين داخل الوطن وخارجه، ومن هنا جاء تفاعل الجمهور العارم منذ اللحظة الأولى للإعلان عن “غالية علينا ”، حيث امتلأت الصفحات بالتعليقات الداعمة، واشتعلت المنصات بالهاشتاجات التي حملت اسم الأغنية، حتى أصبحت ترندًا عالميًا قبل أن يسمعها الناس.

شيرين عبد الوهاب، التي طالما ارتبط اسمها بالأغاني الخالدة في وجدان الشعب المصري والعربي، تثبت من جديد أن صوت الفنان ليس مجرد وسيلة للغناء، بل هو أداة للانتماء والتعبير عن الهوية، فحين تقول في أغنيتها إن “مصر غالية علينا”، فهي لا تُغني نصًا شعريًا وحسب، بل تُقدّم اعترافًا وجدانيًا من قلبها، وتُحرك في الوقت نفسه إحساسًا عامًا يربط المصريين جميعًا بمفهوم الوطن، وبقيمة أن يكون الفن في خدمة البلد.

العمل في مجمله يُجسّد تعاونًا استثنائيًا بين أربعة من أعمدة الأغنية المصرية؛ تامر حسين الذي رسم بالكلمات صورة لمصر كأم وبيت وحضن، وعمرو مصطفى الذي نسج ألحانًا تحمل روح النصر والاحتفال، وتوما الذي أضفى بريقًا عالميًا على موسيقى الأغنية لتناسب العصر وتصل إلى الأجيال الجديدة، وهاني محروس الذي صقل الصوت بأدوات هندسية متقنة، ليخرج العمل في صورة متكاملة، لكن كل ذلك لم يكن ليأخذ هذا الصدى لولا صوت شيرين الذي يملك قدرة نادرة على نقل الإحساس وتحويله إلى حالة جمعية يعيشها الجمهور وكأنها جزء من ذاكرتهم الخاصة.

الجدير بالذكر أن فكرة إهداء الأغنية لمصر لم تكن مجرد شعار، بل رؤية واضحة من صناع العمل، أرادوا من خلالها أن يقدموا تحية حب ووفاء لبلدهم في وقت يحتاج فيه الجميع إلى التكاتف حول فكرة الوطن الواحد، لتصبح “غالية علينا ” بمثابة رسالة سلام ومحبة، ورسالة فخر بكل ما تعنيه الكلمة، ورسالة تأكيد على أن الفن الوطني لا يزال يحتفظ بقيمته وقوته مهما تغيرت الظروف.

وبينما يترقب الجمهور طرح الأغنية رسميًا ليستمع إليها بصوت شيرين الذي يلامس الروح، يبقى تصدّرها التريند العالمي قبل نزولها مؤشرًا قويًا على نجاحها المتوقع، بل ودليلًا على أن الفن حين يتجاوز حدوده المعتادة ويتصل بالوطن يصبح أكثر قوة وانتشارًا. شيرين عبد الوهاب بصوتها الاستثنائي، وصناع العمل بأدواتهم الفنية، اجتمعوا في “غالية علينا ” ليصنعوا عملًا يحمل لمصر أغلى تحية في ذكرى لا تُنسى، وليؤكدوا أن مصر ستظل دائمًا غالية في القلوب، وعالية في الأغاني، ومضيئة في وجدان كل من غنّى لها أو استمع إليها.

اللافت للنظر إن ردود أفعال الجمهور قبل ما الأغنية تنزل كانت أشبه باحتفال كبير سابق أوانه، فالناس اتسابقوا ينشروا كلمات الدعم لشيرين ويكتبوا توقعاتهم إن الأغنية دي هتكون علامة فارقة في مسيرتها الفنية، وكأنهم متأكدين إن “غالية علينا ” مش مجرد أغنية عابرة، إنما عمل هيعيش معاهم وهيتحوّل لجزء من ذاكرة الوطن الفنية. وده ظهر في الهاشتاجات اللي اتصدرت قوائم التريند، والصور والفيديوهات اللي ملأت المنصات الاجتماعية، واللي أكدت إن الأغنية اتولدت نجمة حتى قبل ما تتسمع.

ولو جينا نقارن مكانة شيرين في الأغاني الوطنية، هنلاقي إن اسمها بيقف جنب عمالقة زي العندليب عبد الحليم حافظ اللي غنى “حكاية شعب” و”صورة” في زمن مختلف، لكن بنفس الروح الصافية اللي بتخاطب وجدان الناس.

شيرين النهارده بتمثل الامتداد الطبيعي للمدرسة دي، مدرسة الأغنية الوطنية اللي مش بتعتمد على الشعارات المباشرة بس، إنما بتركز على الإحساس الصادق اللي يخلي أي مواطن يسمع الأغنية يحس إنه هو المخاطب وإن بلده هي المعنى الحقيقي لكل كلمة.

“غالية علينا ” بتأكد إن شيرين مش بس مطربة استثنائية في الأغاني العاطفية، إنما كمان صوت وطني قادر يسيب بصمة عميقة في تاريخ الغناء المصري، صوت بيربط الماضي بالحاضر، وبيأكد إن الفن الوطني لسه حي وقادر يوصل للعالم كله، خصوصًا لما يتصدر التريند العالمي قبل ما ينزل بدقايق، كأنه بيبعت رسالة بسيطة لكنها قوية: مصر دايمًا غالية علينا، وفنها وصوتها هيبقوا دايمًا في المقدمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock