دين ومجتمع

رفع الروح المعنوية لليتيم 

جريدة الصوت

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة في الدارين وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة وإن كنا من قبل لفي ضلال مبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله الله للعالمين رحمة وأنزل عليه الكتاب والحكمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بالعطف علي اليتيم والإحسان إليه، واعلموا أن ما يحتاج إليه اليتيم هو الثناء عليه وخاصة بعد إنجاز عمل ما، ودفع الحوافز له من أجدى السبل في رفع الروح المعنوية لديه، وحثه على الإستمرار والمواصلة للوصول إلى معالي الأمور بإذن الله تعالى، وفي قصة واقعية حدثت مع رجل بلد عربي، حيث يقول بينما أنا نائم.

 

إذ رأيت الرسول صلي الله عليه وسلم يقول لي أخبر فلان بن فلان الفلاني أنه من أهل الجنة، فلما إستيقظت وقد حفر إسم الرجل في ذاكرتي، لكني تعجبت من الأمر لأني لا أعرف رجلا بهذا الاسم، ولم أفعل شيئا لعدم معرفتي بالرجل، لكني كنت في ضيق كوني لم أجد طريقة لتنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأني أعلم أن رؤياه حق، وفي ليلة تالية رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانية، وردد عليّ ما قال في الرؤيا الأولى أخبر فلان بن فلان الفلاني أنه من أهل الجنة، إستيقظت وبدأت أسأل وأتحرّى أمر الرجل، وبحثت في كل مكان ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل، ومرت أيام وأنا أكثر من دعاء الله أن يعرفني بهذا الرجل، وكنت أكثر من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومرت أيام وأنا على هذا الحال، حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

في رؤيا ثالثة يقول لي أخبر فلان بن فلان الفلاني في مدينة كذا وعنوانه كذا، أنه من أهل الجنة، لقد سرت عني هذه الرؤيا، ولم أتردد في السفر إلى هذه البلد للبحث عن هذا الرجل المبارك، ولما وصلت العنوان، وسألت عن الرجل في منطقته، دلني جيرانه عليه، طرقت بابه، ففتح لي رجل عادي المظهر، فسألته أين أجد فلان بن فلان الفلاني؟ قال أنا هو تفضل، قصصت على الرجل القصة، فأجهش في البكاء، وأعلن توبة إلى الله من كل الذنوب والمعاصي، سألته بالله عليك أخبرني بسرّك، هل تقوم بعمل معين حتى تكون من أهل الجنة؟ فأطرق الرجل وقال بعد تردد أقول لك على شرط ألا تذكر اسمي بين الناس، فإنه لا يعلم سري إلا الله، فوافقت دون تردد، قال لي كان لي جار له زوجة وعيال وتوفاه الله، وأنا رجل موظف لكني أشعر بحاجة هذه العائلة، فأقسّم راتبي إلى نصفين.

 

أعطيهم نصفه دون أن يعرفوا من الذي ينفق عليهم، ولا يعلم أحد بهذا، حتى زوجتي، عندها عرفت السرّ، فإن هذا الرجل كان مخلصا وصادقا في كفالة هؤلاء الأيتام، وأنفق من أعز ماله مع قلَّته، فإستحق أن يكون رفيق رسول الله صلي الله عليه وسلم في الجنة، واعلموا أن مرافقة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في الدنيا من نعم الله على عباده، وهي شرف صحبة وعظم مكانة، فكيف بمرافقته صلى الله عليه وسلم في الجنة؟ وعن فضيلة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا قال القاضي عياض رحمه الله ” من صحب النبي صلى الله عليه وسلم مرة من عمره، وحصلت له مزية الصحبة، أفضل من كل من يأتي بعده، وأن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل، قالوا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock