في ظل الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، تبرز وكالة الأونروا كخط الدفاع الأخير في وجه الكارثة.
هذه الوكالة، التي تأسست لتقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين، أصبحت اليوم شريان حياة لملايين من البشر، تقدم لهم التعليم، والرعاية الصحية، والغذاء، والمأوى في ظل حصار وظروف معيشية قاسية.
لكن ما يثير القلق هو الحديث عن جهات تسعى إلى تقويض دور الأونروا أو استبدالها ببدائل لا تملك نفس الخبرة أو الالتزام التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.
إن محاولة إزاحة الأونروا ليست مجرد تغيير إداري، بل تهديد مباشر لحقوق اللاجئين، وتجاهل لمعاناتهم الممتدة منذ أكثر من سبعين عامًا.
المساعدات التي تصل إلى غزة، رغم أهميتها، لا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية.
فالأزمة أكبر من مجرد أرقام في تقارير، إنها وجوه أطفال لا يجدون طعامًا، ومرضى لا يتوفر لهم علاج، وعائلات فقدت الأمان والكرامة.
إن تقليص الدعم أو تغييب الأونروا يعني ترك غزة تواجه مصيرًا أكثر ظلمة.
لهذا، فإننا نناشد المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، وكل من يحمل ضميرًا حيًا، أن يقفوا إلى جانب الأونروا، لا أن يسعوا لإضعافها.
فغزة لا تحتاج إلى بدائل رمزية، بل إلى دعم حقيقي، وإرادة سياسية تُعيد للإنسان الفلسطيني حقه في الحياة والكرامة.