مقالات وآراء

وزير التعليم بين ريادة التطوير وعواصف التشويه

جريدة الصوت

بقلم احمـــد شتيـــه

في وقت تشهد فيه مصر واحدة من أكبر حركات الإصلاح في منظومة التعليم منذ عقود، يجد وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف نفسه هدفًا لحملة هجوم منظمة، تتخذ من منصات التواصل الاجتماعي ساحة لتصفية الحسابات، لا لطرح النقد البناء.

وفي مشهد يعكس التناقض الصارخ بين الإنجاز والتشويه، فمنذ توليه المنصب في يوليو 2024، يقود حملة إصلاحية طموحة تستهدف تطوير المنظومة التعليمية من جذورها، يواجه حملة ممنهجة من التشويه تدفعها بحسب تحليلات “مافيا الدروس الخصوصية” وأصحاب المصالح الذين هزت الإصلاحات مراكزهم .

مواجهة التحديات الهيكلية منذ اليوم الأول، ركز عبد اللطيف على الملفات الشائكة:
خفض الكثافات الطلابية: نقل بعض الصفوف إلى الفترات المسائية لخفض العدد إلى أقل من 50 طالبًا بالفصل، مما ساهم في ارتفاع نسبة الحضور إلى 90%

سد العجز في المعلمين: عبر برامج تدريبية مكثفة وشراكات دولية، خاصة في التعليم الفني مع دول مثل إيطاليا وألمانيا .
إعادة الانضباط المدرسي: بتوفير بيئات تعلم آمنة ومحفزة، وزيادة أيام الدراسة .
التحول الرقمي والمناهج إدخال مواد جديدة مثل البرمجة لتعزيز المهارات الرقمية .
تطوير نظام “البكالوريا المصرية”: المقترح، الذي يعتمد على المسارات المتعددة بدلًا من الفرصة الواحدة في الثانوية العامة، مما يربط التعليم بسوق العمل .

التعليم الفني: زار عبد اللطيف مصنع “إسكرا أمكو” وأكاديمية السويدي الفنية، مؤكدًا على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتدريب الطلاب على مهارات تلبي احتياجات السوق، مثل الإضاءة الذكية وتطبيقات الهواتف كما وسع نطاق مدارس التكنولوجيا التطبيقية .
القيادة الطلابية :أطلق بروتوكولًا مع مؤسسة “شباب القادة” لتدريب اتحادات الطلاب على المهارات القيادية، بهدف إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل .

المشكلة لا تكمن في الاختلاف مع سياسات الوزير فهذا حق أصيل لكل مواطن بل في تحوّل الخلاف إلى ساحة للتنمر والتشويه المتعمد، بعيدًا عن أية معايير مهنية أو إنصاف. في المقابل، يغيب عن المشهد تقدير المجهود المبذول لإصلاح منظومة معقدة تراكمت مشاكلها لعقود.

وتم الكشف عن حملة مغرضة تقودها جهات مرتبطة بـ”السناتر” التعليمية، التي شعرت بتهديد مصالحها بسبب إصلاحات عبد اللطيف، مثل تعديل نظام التقييم وتقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية
وزير التعليم ليس منزهًا عن الخطأ، ولا أحد يطلب منه أن يكون كذلك المطلوب فقط هو أن تُمنح له الفرصة لاستكمال رؤيته، وأن يُحاسب على نتائج ملموسة، لا على نوايا تُفبرك وتُهاجم، كما أن على الإعلام والمجتمع أن يفرّق بين النقد المشروع والتشهير الممنهج، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية مصيرية كالتعليم.

في النهاية، إصلاح التعليم هو المعركة الأهم لأي أمة تسعى إلى التقدم ولن يُكتب لها النجاح إذا كانت معاول الهدم أسرع من أدوات البناء، وإذا أصبح كل مصلح هدفًا للاغتيال المعنوي.

يواجه عبد اللطيف معركة وجودية: إما أن ينجح في كسر احتكار “تعليم الظل”، أو أن تنتصر قوى الجمود ورغم التشويه، فإن إنجازاته بدأت تظهر: من خفض الكثافات إلى تطوير التعليم الفني
والسؤال الآن هل ستنجح معاول الهدم واصحاب المصالح فى وقف قطار تطوير التعليم ام ستنتصر الارادة والمصلحة الوطنية
هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock