دين ومجتمع

أسرار الخلق وآيات الإبداع 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد إن من الأمور التي تدخل اليقين إلي القلوب هو قراءة الكتب العلمية المتعلقة بالكون، فهناك كتب علمية مبسطة لغير المتخصصين تتحدث عن الكون والظواهر الطبيعية فيه، وتشرح بأسلوب علمي سهل مدى دقة قوانينه وانضباطها من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة، كما توجد كتب تتحدث عن أسرار الكائنات الحية وخاصة الإنسان وتشرح عمل خلاياها ووظائف أعضائها وتظهر مدى الدقة المتناهية والتناغم المدهش بين كل هذه الأعضاء، كما تظهر أسرارا يعجز العقل عن تصورها وإدراكها، فقراءة مثل هذه الكتب تجعلك تشعر بعظمة الخالق عز وجل.

 

وتدرك مدى قدرته وحكمته التى أبدعت هذه الكون وكائناته على مثل هذا النظام الدقيق والإبداع المحكم، فقراءة مثل هذه الكتب تعينك على التفكر في مخلوقات الله عز وجل، وتمدك بسيل هائل من أسرار الخلق وآيات الإبداع والتكوين مما يملأ قلبك باليقين بالله عز وجل وبإستشعار عظمته وحكمته، ولا يقتصر الأمر على القراءة فقط فهناك أيضا الأفلام العلمية، والبرامج الوثائقية المبثوثة على الإنترنت وهي مليئة بالفوائد الغزيرة والحكم العظيمة التى تظهر أسرار الخلق وهي كنز ثمين تستطيع من خلاله أن تدرك عظمة الخالق، ومدى إبداعه لهذا الكون العظيم، وكما أن من الأمور التي تدخل اليقين إلي القلوب هو عدم سماع المتشككين والجلوس إليهم، ولقد كثر في زماننا الإلحاد والتشكيك في وجود الله عز وجل وأصبح له دعاة يروجون له ومواقع على الإنترنت تدعو إليه.

 

وأصبح هناك منتديات يجتمع فيها الملحدون لكي يشيعوا باطلهم، وينشروه فيما بينهم، وهنا لابد لكل مؤمن يريد الحفاظ على سلامة قلبه، وطمأنينة نفسه أن يمتنع عن السماع لهم والجلوس إليهم أو الدخول على مواقعهم حتى لا تعلق الشبهات بقلبه وتتوطن الشكوك بعقله ويظل يسترسل في مجالستهم حتى تتراكم عليه هذه الشبهات وتتكاثر في قلبه هذه الشكوك حتى يفقد يقينه ويضيع منه إيمانه، لذلك حذرنا الله عز وجل من مجالسة أمثال هؤلاء، فقال تعالي ” وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره ” فهذه وصية الله عز وجل لنا، وهو أعلم بطبائع القلوب وخفايا النفوس، وهو أعلم أن القلوب سريعة التأثر، كثيرة التقلب لذلك ينبغى الحذر كل الحذر من مجالسة الملحدين والسماع منهم والدخول إلى مواقعهم ومنتدياتهم.

 

وكما أن من الأمور التي تدخل اليقين إلي القلوب هو الدعاء حيث أن الدعاء سلاح من أمضى الأسلحة في تقوية اليقين وزيادته في القلب وعندما تتضرع إلى الله عز وجل بقلب خاشع ونفس صادقة وتلح عليه في الدعاء أن يهبك يقينا راسخا رسوخ الجبال فإن الله عز وجل سيحقق رجاءك، ويعطيك طلبتك وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال ” سلو الله العفو والعافيه واليقين في الآخرة والأولي ” وكما كان كان يكثر من الدعاء لله عز وجل أن يهبه اليقين ويملأ قلبه ونفسه به، واعلموا أن اليقين مثله مثل النبتة الصغيرة المغروسة في الأرض إن تعهدتها بالسقي والرعاية، والوقاية من الحشائش الضارة، والحشرات التى قد تهلكها وتأتي عليها فإن هذه النبتة الصغيرة سوف تتعمق جذورها في الأرض وتبسق فروعها في السماء، أما إذا أهملتها.

 

وتركتها فريسة لما يضرها، ويذهب بنضارتها فسوف تموت في مهدها، وتجتث من أصلها، فكذلك اليقين في قلبك كلما تعهدته بالوسائل السابق ذكرها كلما تعمقت جذوره، وقوى عوده وصلب بنيانه وإشتدت أركانه، أما إذا أهملت هذه الوسائل وعرضت قلبك لشبهات المشتبهين وشكوك الشاكين، فسوف تتراكم عليه الشبهات من كل جانب، وتتعاوره الشكوك من كل ناحية فلا تلبث قليلا إلا وقد ذهبت البقية الباقية من يقينك، وعندها تجد نفسك على شفا الكفر والإلحاد، أعاذنا الله من ذلك المصير المشئوم، وحمى أولادنا ومجتمعاتنا من وخامة عاقبته وسوء منقلبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock