ورغم الجدل، فإن الحقيقة الثابتة أن الجلباب الصعيدي ليس مجرد قطعة قماش، بل رمز عريق للحضارة المصرية الأصيلة، ارتداه الأجداد الذين شيدوا القرى والمدن، وساهموا في بناء الوطن عبر عقود طويلة.
فهو زيّ يمثل الكرامة والرجولة والانتماء، تمامًا كما يعتز كثير من شعوب العالم بملابسهم التقليدية.
ويتساءل كثير من أبناء الصعيد: هل الدولة تقوم على البدلة والكرافته فقط؟ أم أن التنوع في الأزياء يعكس غنى الثقافة المصرية وتعدد مكوناتها؟
فالجلباب الذي ارتبط بالعمل والكرم والاحترام، هو في حقيقته جزء من هوية الدولة لا يقل شأنًا عن أي زي رسمي.
بل إن ثمن الجلباب الصعيدي الواحد يوازي في بعض الأحيان ثمن بدلتين من أغلى الماركات المستوردة، ما يعكس قيمته وجودته وأصالته.
ويرى ناشطون أن من حق أي مصري أن يدخل أي مكان في بلده دون تمييز بسبب ملبسه، مؤكدين أن احترام العادات المصرية الأصيلة واجب، مثلما يُحترم من يختار ارتداء الملابس الغربية.
فـ”ابن الصعيد” ابن هذه الأرض التي حملت الجلباب على أكتافها قرونًا من الزمن، وكان هذا الزي شاهدًا على العطاء والكرامة.
وفي النهاية، تبقى الرسالة واضحة:
لا تمييز بين جلباب وكرافتة.. فكلاهما يكسو أبناء مصر، وكلاهما يعبر عن وجه من وجوهها المتعددة الجميلة.
حفظ الله مصر وشعبها الأصيل.