الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل الكبير، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلاميه أن الله عز وجل قد حشر امرأة لوط مع قومها في العذاب لأنها رضيت بفعلهم، لأن هذه من صفات المنافقين، ولكن لماذا نهى العلماء عن الشعر الفاضح والغزل الذي فيه التشبيب بالنساء ووصفهن، لأنه يثير الغرائز، ولأنه يدعو إلى إشاعة الفاحشة، وماذا لهم ؟ فهو عذاب إليم موجع في الدنيا والآخرة، “والله يعلم وأنتم لا تعلمون “
فالله تعالي يعلم ولذلك شرع الأحكام، والله تعالي يعلم المصلح من المفسد، والله تعالي يعلم شدة العذاب وأنتم لاتتخيلونه ولا تقدرون أن تتصوروا عذاب الله عز وجل في الآخره، فلا وألف لا لطرق الشيطان، ولا لخطوات الشيطان التي يُدخل فيها العباد في المعاصي، فنحن في زمن إشاعة الفاحشة، فاعلموا إن التقينة نعمة، لكنهم يجعلونها نقمة وإنها تحول إلى وسيلة اليوم لنشر فاحشة والفضيحة في الذين آمنوا، وقد طلعت الأخبار وتناقلت المواقع وعمّت الصحف وساحات الحوار، تلك الأحداث الأليمة التي تحدث لبنات المسلمين في بلدان المسلمين، لا إله إلا الله وويل للعرب من شر قد إقترب، فقد قالت السيدة زينب رضي الله عنها للرسول صلي الله عليه وسلم ” أنهلك وفينا الصالحون ؟ ” قال “نعم، إذا كثر الخبث” فانظروا إلي القول، أنهلك وفينا الصالحون ؟
قال نعم إذا كثر الخبث، فسّروه بالزنا، وبالفسوق وبالفجور وهكذا، فأين إقامة دين الله تعالي، والغيرة على حرمات الله ؟ فإن القضية خطيرة جدا، وإن سفينة المجتمع ستغرق، إذا لم نقم لله بالحجة وإذا لم نقم بما أمرنا به، فيا عباد الله لماذا التساهل في التصوير أيضا؟ وماذا قال العلماء في التصوير؟ فإن الذي يتمعن في كلام العلماء في التصوير ليجد حكما عجيبة، كلما تقدم الوقت تدل الأحداث على أن هذا الحكم جدير بالعناية والإهتمام والحرص، فإن هذا التصوير وهذا التشكيل، جعل الهيئة الإتيان به على صفة معينة وهذه السمة والعلامة، وهذه الصورة سواء كانت مرسومة أو مطبوعة أو منقوشة أو منحوتة، أو نافرة أو مستوية، سواء كانت بكاميرا عادية أو فيديوية أو ديجيتالية، أو تلفزيونية، ونحو ذلك وكانت مرسومة أو بالآلة كلها صور وتصوير في الحقيقة.
وماذا ستقول عنها غير التصوير ؟ فإنها كارثة عظمى كبيرة، عندما ينتشر بحاجة وبغير حاجة، وإن النبي المصطفي عليه الصلاة والسلام قال “إن الذي يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم” وقال “إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصوّرون” متفق عليه، وقال “لعن الله المصورين” وقال ” كل مصور في النار” وكذلك فإن العلماء قد بيّن كثير منهم أن ذلك يشمل جميع أنواع الصور، إلا ما كان لضرورة أو حاجة، إلا التصوير لغرض التعليم في الحالات الطبية وغيرها، أو لأجل الإثباتات في الأمور الأمنية وغيرها، أو لأجل التصوير على التدريبات العسكرية والتقاط ما ينفع المسلمين من صور الأعداء ونحوها، وغير ذلك من أنواع التصوير للحاجة أو الضرورة، كتتبع المجرمين ونحوهم.
تعليق واحد