متابعة / محمد نجم الدين وهبي
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن التهجير يُمثل خطراً وجودياً على القضية الفلسطينية، وأن هدف إسرائيل هو جعل قطاع غزة غير قابل للحياة بما يُمهد لتحقيق هذا السيناريو المرفوض والمخالف للقانون الدولي.
جاء ذلك خلال استقبال الأمين العام للجامعة العربية، اليوم الأحد، السيدة «سيغريد كاغ»، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وكبيرة منسقي الشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة.
وأضاف أبو الغيط أن البديل العقلاني والإنساني هو العمل بكل سبيل ممكن من أجل تعزيز جهود الإغاثة وتسريع وتيرتها، توطئة للدفع ببرامج إعادة الإعمار، مُضيفاً أن حل الدولتين يظل الصيغة الوحيدة الكفيلة بتحقيق الأمن والسلم للطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي على المدى الطويل، وأنه من دون سعي جاد لتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 67، ستظل المنطقة عُرضة لاندلاع جولات من العنف والعنف المضاد.
تسريع وتيرة الجهود الإغاثية
وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن اللقاء ركز على الوضع الكارثي في غزة، وعلى الحاجة لتثيبت اتفاق وقف إطلاق النار، مع تسريع وتيرة الجهود الإغاثية للتعامل مع الدمار غير المسبوق في القطاع.
وقال رشدي إن كلاً من الأمين العام للجامعة والمنسقة الأممية اتفقا على أن سيناريو التهجير يُعد مرفوضاً ويُمثل وصفة لانعدام الاستقرار في المنطقة، مضيفاً أنهما اعتبرا أن التهجير ليس شرطاً لتحقيق إعادة الإعمار، وأن الإمكانيات التكنولوجية والفنية والبرامج القائمة تسمح بمُباشرة إعادة الإعمار مع وجود سكان غزة على أرضهم.
أوضاع مأساوية.
وأمس السبت، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، أن سكان القطاع يعيشون في حالة إنسانية مأساوية وصعبة للغاية نتيجة بقاء عشرات الآلاف من في العراء دون مأوى أو أي مقومات حياة.
وأشار إلى أن القطاع مهدد بعدة منخفضات جوية، مما يشكل خطورة بالغة على حياة مئات الآلاف الذين يضطرون للعيش في الخيام أو في منازل آيلة للسقوط.
مخلفات الحرب
وأضاف بصل أن كميات كبيرة من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال منتشرة في الشوارع وتحت المنازل المدمرة والمباني الآيلة للسقوط، ما يزيد من خطورة الوضع ويهدد حياة المواطنين.
وطالب بصل المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل العاجل والفوري لإنقاذ أرواح الفلسطينيين قبل فوات الأوان.
اجتماع القاهرة يرفض التهجير
كان المشاركون في الاجتماع الوزاري العربي بالعاصمة المصرية القاهرة، السبت، قد أكدوا رفضهم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل او اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات.
وجاء الاجتماع بمشاركة وزراء خارجية مصر والأردن وقطر والإمارات والسعودية، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن دولة فلسطين وأمين عام جامعة الدول العربية، في ظل الظروف المصيرية التي تحيط بالمنطقة وفي أجواء ترقب مراحل الهدنة الثلاث في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.