عربي وعالمي

استغلال متعمد.. جيش الاحتلال يحول مستوطني الشمال لـ”دروع بشرية”

جريدة الصوت

 

متابعة/احمد مقبل شلامش

يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي اتهامات باستخدام المستوطنين في المستوطنات الواقعة على الحدود الشمالية مع لبنان كدروع بشرية، خلال الحرب الدائرة مع حزب الله اللبناني، إذ يواصل الاحتلال نشر جنوده بين المدنيين في تلك الأماكن واستخدام المنشآت التعليمية والرياضية لأغراض عسكرية.

وأصدرت الحكومة الإسرائيلية أوامر إخلاء لتلك المستوطنات، أكتوبر الماضي، إلا أن ما يقرب من 70% من السكان عادوا إلى منازلهم مرة أخرى مع استمرار الحرب، وبحسب موقع “ذا إنترسبت”، فإن جيش الاحتلال لم يغير مساره بل استمر في نشر جنوده داخلها على طول الحدود الشمالية للبلاد، الأمر الذي عرض المدنيين للخطر.

استغلال متعمد
وينص القانون الدولي على أن المدارس والمستشفيات تتمتع بوضع خاص باعتبارها ملاذات آمنة للمدنيين، وعند قيام قوة عسكرية بتمركز قواتها أو غيرها من البنية الأساسية العسكرية داخل المدرسة أو المستشفى يمكن حينئذ إعلانها هدفًا عسكريًا مشروعًا، وهي الذريعة التي استخدمتها إسرائيل لتدمير البنية الأساسية بقطاع غزة.

ويختلف القتال في شمال إسرائيل، بحسب الخبراء، بشكل كبير عن حربها في غزة، إذ يعتبر الشمال قليل السكان، ما يعطي لإسرائيل فرصة كافية لنشر قواتها في مواقعها الاستيطانية بعيدًا عن البنية الأساسية المدنية، مشيرين إلى أن قرارها بنشر القوات إلى جانب المدنيين يعتبر استغلال متعمد لكل الوسائل اللازمة لتحقيق أهدافها التوسعية والتطهير العرقي.

قصة مختلفة
وفي الوقت الذي انتقدت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي حزب الله اللبناني، وزعمها استهدافه المدنيين في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك عندما قتل مدنيين إسرائيليين كانا يقودان سيارة في مرتفعات الجولان المحتلة، فإن إحصاءات الضحايا تروي قصة مختلفة، ووفقًا للموقع، قتل جيش الاحتلال 450 شخصًا في لبنان، منذ 7 أكتوبر، بما في ذلك 100 مدني على الأقل، مقابل قتل 23 مدنيًا و17 جنديًا في إسرائيل.

ورصد الموقع استمرار قيام مركبات جيش الاحتلال في التوافد داخل المستوطنات، واستدعاء قوات الاحتياط للمشاركة في القتال ضد حزب الله اللبناني، والانتشار داخل المنشآت الحيوية، منها نشر رجال الإطفاء للمشاركة في مكافحة حرائق الغابات الناجمة عن الصواريخ والطائرات دون طيار.

القواعد العسكرية
حوّلت إسرائيل تلك المستوطنات إلى ما يشبه القواعد العسكرية، إذ تم إقامة نقاط تفتيش على طول الطرق السريعة، وتركيب بنية تحتية عسكرية جديدة تشمل مخابئ وجدران خرسانية وأبراج قنص وقاذفات صواريخ، منها مستوطتنا شلومي وساسا، وكلاهما على بعد 5 كيلومترات من الحدود، إذ تصطف البؤر العسكرية على قمم التلال جنبًا إلى جنب مع البنية التحتية.

وعلى بعد أمتار قليلة من المنازل تقف الدبابات الإسرائيلية على طول ما يُسمى بالخط الأزرق، وتطلق من هناك القاذفات على لبنان، وأكد الخبراء أن تلك الممارسات من جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في دفن جنوده بين المدنيين بالشمال تعكس سياسة “الدروع البشرية” التي أدانتها مرارًا وتكرارًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock