عربي وعالمي

دلياني: تقرير «العفو الدولية» يكشف بالأدلة جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن نتائج تقرير منظمة العفو الدولية تشكل دليلًا دامغًا على الطبيعة الإجرامية للمشروع الاستعماري الإسرائيلي. 

وأضاف في بيان له أن هذا المشروع يستند إلى تحالفات دولية، أبرزها دعم الولايات المتحدة الأميركية، الذي يوفر غطاءً لدولة الاحتلال للإفلات من العقاب، ما يُسهم في استمرار سلسلة الجرائم التي ترتكبها ضد الإنسانية. 

وأشار دلياني إلى أن تصنيف منظمة العفو الدولية لجرائم الاحتلال على أنها إبادة جماعية، وفقًا لمبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، لا يترك مجالًا للتشكيك، بل يؤكد حقيقة قانونية، تدعو إلى اتخاذ موقف حاسم ضد هذا الإجرام. 

وأوضخ أن التقرير يُبرز عبر أرقام موثقة مأساة شعبنا في غزة، فمنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتقى أكثر من 44,532 شهيدًا وشهيدةً، غالبيتهم من النساء والأطفال، نتيجة العدوان الوحشي الذي تشنه دولة الاحتلال.

وأكد دلياني أن «التدمير المنهجي للمنازل والبنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، يكشف عن مستوى لا يُضاهى من الانحطاط الأخلاقي وانعدام القيم الإنسانية لدولة الاحتلال». 

وأضاف أن التقرير وثّق أيضًا خطابات تحريضية وإباديّة صادرة عن مسؤولين إسرائيليين، ما يعزز الأدلة على النوايا الواضحة للإبادة الجماعية. 

كما أوضح دلياني أن التقرير يسلط الضوء على حجم الدمار الذي طال أحياء سكنية بأكملها والظروف غير الإنسانية التي فرضتها دولة الاحتلال بهدف تفريغ غزة من سكانها المدنيين. 

وأكد أن الأدلة التي بُني عليها التقرير، من صور فضائية وشهادات عيان وتقارير ميدانية، تكشف عن معاناة غير مسبوقة تكبدها اهلنا في القطاع.

 

حماس تثمن االتقرير 

قالت حركة حماس، إن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية (أمنستي) اليوم الخميس، والذي أكّد أن العدو الصهيوني يرتكب عن عمد إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، هو رسالة جديدة للمجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومؤسساتها، بضرورة التحرّك لوقف هذه الإبادة المستمرة منذ أكثر من أربعمائة يوم. 

وفي بيان للحركة، ذكر أن التقرير أكد على تخطي حالة العجز المُخزي التي سمحت لهذا الكيان المارق بارتكاب جرائمه غير المسبوقة في التاريخ الحديث بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة. 

وأوضح البيان أن إشارة التقرير إلى تورّط الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى في الإبادة الجارية في غزة، هو تأكيدٌ لمشاركتها الفعلية فيها، ودليل إدانة جديد لهذه الدول، يستدعي مراجعة فورية لسياستها المنحازة لمجرمي الحرب الصهاينة، والتي تنتهك بشكلٍ سافرٍ القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، ووقف إمداد جيش الاحتلال الفاشي بالسلاح الذي يقتل النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء.

 

واشنطن ترفض تقرير منظمة العفو 

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية رفضها التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية الخميس واتّهمت فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، معتبرة أنّ هذا الاتهام «لا أساس له»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين «نحن لا نتّفق مع استنتاجات كتلك التي خلص إليها هذا التقرير. قلنا من قبل وما زلنا نقول إنّ مزاعم الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة»، على حد قوله.

 

منظمة العفو الدولية 

اتهمت منظمة العفو الدولية، في تقرير نشرته اليوم الخميس، إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في حربها على قطاع غزة. وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان ومقرها لندن إنها توصلت إلى هذه النتيجة بعد أشهر من تحليل الوقائع وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين. وذكرت أن الحد القانوني لجريمة الإبادة الجماعية قد تم استيفاؤه، في أول حكم من هذا القبيل خلال صراع مسلح نشط. 

وفي جلسات استماع عقدت في وقت سابق من هذا العام أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي، حيث وجهت جنوب إفريقيا اتهامات الإبادة الجماعية لإسرائيل. وفي تقديم التقرير للصحفيين في لاهاي، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، إن النتيجة لم تُتخذ «باستخفاف أو بدافع سياسي أو انتقائي». وقالت للصحفيين بعد عرض التقرير: «ثمة إبادة جماعية تُرتكب. لا شك في ذلك، لا يوجد شك واحد في أذهاننا بعد ستة أشهر من البحث المتعمق والمركز».

 

إسرائيل تعمدت ارتكاب الجرائم 

قالت منظمة العفو الدولية إنها خلصت إلى أن إسرائيل والجيش الإسرائيلي ارتكبا ما لا يقل عن ثلاثة من الأفعال الخمسة المحظورة بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، وهي القتل، والتسبب في أضرار بدنية أو نفسية خطيرة، وفرض ظروف معيشية تهدف عمداً إلى التدمير الجسدي لمجموعة محمية. 

وقد ارتُكبت هذه الأفعال عن عمد، بحسب منظمة العفو الدولية التي قالت إنها راجعت ما يزيد على 100 تصريح من مسؤولين إسرائيليين. وقالت كالامار إن منظمة العفو الدولية لم تكن تهدف إلى إثبات الإبادة الجماعية، ولكن بعد مراجعة الأدلة والبيانات إجمالاً، قالت إن الاستنتاج الوحيد هو أن «إسرائيل تتعمد وتعمدت ارتكاب إبادة جماعية». وأضافت: «التأكيد على أن حرب إسرائيل في غزة تهدف فقط إلى القضاء على حماس وليس تدمير الفلسطينيين جسدياً كجماعة قومية وإثنية، هذا التأكيد ببساطة لا يصمد أمام التدقيق».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock