
رؤية نقدية:عادل عبد الله تهامي السيد علي
الكلمة سحر ،وبحر،ومية،وشط
هكذا شعرت وأنا اقرأ قصيدة
لشاعرة سورية تتقن نسج الكلام
وتأخذنا إلى بحور الشعر ،وتعيدنا
إلى القوافي ونحن نستمتع بموسيقى
خفية ،ناعمة،وشجية
الشاعرة السورية/
فاطمة حرفوش
وقصيدتها. /
دمع القوافي
دمعُ القوافي
إلى متى تنزفُ القصيدةُ ألما
وتفيضُ عيونُ الشعرِ حزنا
فينسكبَ دمعُ القوافي نهرا
عسى أن يُورِقَ حلمٌ
أو يُرتَقَ جرحٌ فتُشعِلَ
شموعٌ أطفأتها رياحُ اليأسِ قسرا
ذَبُلت حروفُ الكلامِ قهراً
وغَرِقَت في بحورِ الشعرِ أخرى
بُحت صوتُ القصيدةِ
وغارَ صداه في دجى ليالٍ
فلم يُر له أثرٌ أو يُعرفْ له دربا
ممزقٌ أنا .. ياأنا بين
الأرضِ والسماءِ مذ
عرفتُ سرَ الحبٍ
ووطئت أقداميَّ الأرضَ
لاهدأت روحي ولانالت سلاماً
وكفى بالحلم لها شرعا
شراعي تسوقه ريحُ الأماني
فيبحرُ شوطاً ويتوه مركبي
في خضمِ بحرِ الحياةِ شوطا
فلا يعرفُ له وجهةً ولا
يرى له برا
غريبٌ أنا .. ياأنا
لا أدري من أين جئتُ
ولا إلى أين أمضي
في رحلةِ الحياةِ
هل أتجه شرقاً أو أروم غربا؟!.
طريقي شاقٌ وأوراقُ
حياتي معدودةٌ لا أعلمُ
إن عشتُ يوماً أو بلغتُ دهرا
فلا نلتُ زهرةَ الخلودِ
ولا بعدتُ عن الموتِ شبرا
* * * * * * *
بقلمي فاطمة حرفوش سوريا
(الرأي)
العنوان يعطي الشجن ،ويحرك لواعج
القلب (دمع القوافي)
الشطر وراء الشطر يشطر المشاعر
ويلهب الأحاسيس وفي السطور
التالية سنتعامل مع القصيدة كمشاهد
المشهد (1)
القصيدة( عين)
تنزف دموعا وليست كما نعرفها فهي
مجموعة من المشاعر الحزينة تجمع
مابين الألم و الأحزان فيفيض الدمع
نهرا..!
المشهد(2)
يتدفق الأمل حلما ينمو ،فليتئم الجرح
فيعود للشمعة ضوءها.
المشهد(3)
استرجاع المشهد الحزين حيث ماتت
الكلمات فوق الشفاه ،وغرقت دون شاطيء ،وخيم الظلام فلم يعد هناك
بريق امل .
المشهد(4)
خلوة مع نفس حائرة ، ومشاعر الحب
التي تاخذنا بعيدا إلى السماء ،ثم تهبط
بنا دون رحمة إلى الأرض ،إنتشاء وهيام
وغصة ألم ووجع لا ينتهي .
المشهد(5)
تأمل عقلاني وبحث عن وجهة للتحرك
والإحساس هو البوصلة التي نعتمد عليها فهل نتجه شرقا أم نتجه غربا.
المشهد الختامي
يحمل كل المعاني فالعمر محدود والحلم
ممدود والحياة بين هذا وذاك .
جميلة تلك الكلمات بين آهات وأنات وحلم وضحكات ،وسحر يأخذنا حيث
نحلم ثم يعيدنا حين تاتي الرياح بما
لا تشتهي السفن .