كتب أشرف ماهر ضلع
يُعد شهر شعبان محطة إيمانية مهمة في حياة المسلمين، حيث يسبق شهر رمضان المبارك ويهيئ النفوس والقلوب لاستقباله. فهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، وتزداد فيه العبادات والطاعات، ليكون مقدمة روحية تعين المؤمن على الدخول في أجواء الصيام والقيام بروح متجددة.
فضائل شهر شعبان
يتميز شعبان بعدة فضائل، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يكثر من الصيام فيه، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم (رواه النسائي).
كما أن هذا الشهر يشهد ليلة النصف من شعبان، وهي من الليالي المباركة التي تتنزل فيها الرحمة والمغفرة، حيث ورد في الحديث: إن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن (رواه ابن ماجه).
الاستعداد لرمضان في شعبان
يمثل شهر شعبان فرصة عظيمة للتهيؤ روحياً وبدنياً لاستقبال رمضان، وذلك من خلال:
الإكثار من الصيام على خطى النبي ﷺ.
مراجعة النفس والتوبة من الذنوب والمعاصي.
الاستزادة من قراءة القرآن والتعود على ورد يومي.
القيام ببعض العبادات الليلية، حتى لا يكون قيام رمضان مفاجئاً للنفس.
التصالح مع الآخرين وتطهير القلب من الضغائن، حتى يدخل المسلم الشهر الكريم بقلب صافٍ.
يعد شهر شعبان ميدانًا للتمرين على طاعة الله في رمضان، وفرصة ذهبية لمن فاتته الفرصة في رجب ليستدرك نفسه قبل دخول الشهر الفضيل. فحريٌ بنا أن نستغل هذا الشهر في الطاعات، حتى نصل إلى رمضان بقلوب نقية، وأرواح مستعدة لموسم الخير والبركات.
