
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
على وقع غارة إسرائيلية تخرق حاجز الصوت في سماء الضاحية الجنوبية ببيروت، ألقى حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني كلمة حول التصعيد الراهن بالمنطقة.
وأشار حسن نصر الله إلى التهديدات الإسرائيلية على المنطقة، مضيفا أن «العدو الإسرائيلي يخرق جدار الصوت فوق الضاحية لاستفزاز المتواجدين في حفل التأبين»، مؤكدا أن الاغتيالات الإسرائيلية لقادة الحزب لن تؤثر فيهم على الإطلاق.
في الوقت نفسه، بالتزامن مع كلمة حسن نصر الله شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على لبنان. واندلعت النيران في وادي السلوقي جنوبي البلاد نتيجة القصف الفسفوري.
وقال الاعلام فى بيروت، اليوم الثلاثاء، إن الطيران الحربي الإسرائيلي خرق جدار الصوت فوق العاصمة بيروت على 3 دفعات متتالية.
وتزامنت الغارات مع بدء حزب الله حفل تأبين لقائد عملياته في جنوب لبنان فؤاد شكر، بعد أسبوع من مقتله بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
استهداف العمق
وأكد نصر الله في كلمته أن الوحدات العسكرية ستواصل القتال واستهداف مواقع ومستوطنات جديدة وداخل عمق جديد في إسرائيل.
وانتقد نصر الله الدعم الأميركي لإسرائيل، قائلا: «إسرائيل لم تعد قوية كما كانت، وتستعين بحماية الولايات المتحدة لأنها عاجزة عن حماية نفسها».
وأوضح في كلمته ببيروت أن العمليات الأخيرة لحزب الله ليست هي الرد على اغتيال فؤاد شكر.
وذكر نصر الله أن «في المشهد الرئيسي للمعركة القادمة تشكل فلسطين ميدانها الأساسي وتضاف إليها جبهات الإسناد»، مشيرا إلى أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإسرائيل لا تريد قيام دولة فلسطينية حتى في قطاع غزة فقط، ومنذ اتفاق أوسلو لم يحدث أي تقدم سياسي.
وقال نصر الله « الآن أمام المجازر الحاصلة في غزة، بدأت الإدارة الأميركية في التحدث عن حل الدولتين وهذا كذب ونفاق، وتدعي أميركا أنها أنها ليست راضية عن ما يقوم به نتنياهو، لكن في نفس الوقت هي من تستنفر الآن قواتها للدفاع عن إسرائيل».
مخاطر حقيقية
وأكد نصر الله أن المنطقة أمام مخاطر حقيقية، «والكل يجب أن يعلم أن انتصار إسرائيل يعني لا غزة ولا الضفة ولا حقوق فلسطينية».
وأشار إلى المخاطر المتوقعة على لبنان وأمنه ومياهه ونفطه، وكذلك الحال مع الأردن ومصر.
واعتبر نصر الله قيام إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وفؤاد شكر القيادي بحزب الله، بمثابة إنجاز لكنه ليس انتصارا في الحرب، مشيرا إلى أن انتصار إسرائيل يعني أنه لن تكون هناك غزة ولا الضفة ولا حقوق فلسطينية.
ودعا نصر الله المقاومة من موقع الشراكة في غزة والضفة والعراق واليمن إلى مواصلة العمل، كما دعا الشعب اللبناني لإدراك حجم المخاطر القائمة، مشيرا إلى أنه الآن يُرسم مصير المنطقة بالكامل.
وقال «يجب أن تخافوا إذا انتصرت إسرائيل وليس إذا انتصرت المقاومة، كما يجب أن تدركوا حجم مخاطر ما يجري في المنطقة».
وأكد نصر الله أنه بعد اغتيال هنية تجد إيران نفسها ملزمة للرد، مضيفا «اعتقدوا أن الرد هو فجر الإثنين».
وأشار إلى أن إيران وحزب الله لما يتخذا القرار بذلك الموعد، مشيرا إلى أن ترقب إسرائيل وانتظاره على مدى أسبوع هو جزء من العقاب والرد جزء من المعركة.
وتابع «اليوم إسرائيل كلها تقف على رجل ونصف تنتظر الرد»، مهددا باستهداف المصانع في الشمال والتي تقدر بمليارات الدولارات» .
وقال نصر إن هناك بعض الوفود تأتي اليوم وتتحدث، وتطلب التهدئة في الوقت الذي يقتل فيه نتنياهو الأطفال ويرتكب المجازر كل يوم.
وأضاف: «الهدف وقف الحرب والعدوان على غزة ولكن من يثق بالأميركيين؟ هذه معركة كبيرة ولا يمكن أن تمر عليها المقاومة هكذا دون الرد».
حفظ السلام
وأعلن حزب الله اللبناني عن القيام بعدد من العمليات العسكرية ضد مواقع إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أسفرت عن خسائر بشرية.
في تلك الأثناء، قال رئيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العالم جان بيار لاكروا الثلاثاء إن وجود بعثة السلام على الحدود الإسرائيلية اللبنانية (اليونيفيل) هو اليوم «أكثر أهمية من أي وقت مضى»، في حين تتصاعد المخاوف من نزاع إقليمي في الشرق الأوسط.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام إن وقف إطلاق النار في غزة أساسي لخفض التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وأوضح أن “ما نريده هو وقف الأعمال القتالية في غزة وكذلك بين لبنان وإسرائيل على الفور، لأن كل يوم يمر يتسبب بسقوط مزيد من الضحايا وبمزيد من الدمار والنزوح، وهذا لا يمكن أن يستمر”.
وأضاف “كل يوم يمر يزيد أيضًا إلى أقصى حد من خطورة حدوث تصعيد يمكن أن يخرج عن السيطرة وأن تشتعل المنطقة بأكملها”.
وتواصلت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل، اليوم الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 5 من عناصر الحزب، بينما أعلنت وسائل إعلام عبرية عن قتيل و19 مصابا شمال إٍسرائيل.