تشير الأبحاث التي أجراها عالم نفس ألماني في جامعة الرور في بوكوم بألمانيا إلى أن متوسط عدد المرات التي تلمس فيها وجهك هو 50 مرة في الساعة أو ما يصل إلى 800 مرة في اليوم، وأن بعض هذه اللمسات لها غرض عملى، مثل تصفيف شعرك أو تدليك عينيك المتعبتين، لكن أغلبها يتم دون سبب واضح، وهذا ما جعله يقوم بإجراء أبحاث حول التأثيرات الصحية للمس الوجه.
وأوضح أن لمس الوجه اللاواعى قد يؤدي وظيفة مهمة، وذلك وفقًا للنظريات الحديثة، فإن لمس الوجه اللاواعى يساعد فى تقليل التوتر ويساعد في تنظيم توازننا العاطفى، ومن المعروف أن اللمس بشكل عام يعزز الصحة الجيدة، حيث يمكنه تخفيف القلق، وتقليل الحزن، وتخفيف الألم، وحتى خفض ضغط الدم .
فلا ينطبق هذا فقط على الاتصال بالآخرين، حيث كشفت دراسة عشوائية أجريت عام 2021، ووجد باحثون في جامعة جوته في فرانكفورت أن اللمس فى موقف مرهق كان له تأثير على مستويات التوتر لدى المشاركين.
حيث كان لدى كل من الذين تم لمسهم من قبل الآخرين وأولئك الذين لمسوا أنفسهم مستويات أقل من هرمون التوتر الكورتيزول في دمائهم بعد ذلك مقارنة بالمجموعة الثالثة من الأشخاص الذين لم يتم لمسهم.
وبالمناسبة، قد يكون عدم لمس وجهك أفضل في بعض الأحيان، فقد يساهم ذلك في انتقال العدوى، و لكن الأمر ليس بهذه السهولة.
ويقول الباحثون، إن تجنب لمس الوجه بشكل نشط لتقليل العدوى يتطلب جهدًا ذهنيًا، ولذا يتعين علينا القيام بذلك بوعي، ولذا تشير أبحاث أخرى إلى أن لمس الوجه يحدث بشكل متكرر بشكل خاص في المواقف العصيبة أو التي تتطلب مهارات معرفية.
ويتضح ذلك، على سبيل المثال، من خلال مراجعة منهجية أجراها فريق من الباحثين من مركز علم الأعصاب وأبحاث الدماغ التابع لمعهد بول فليكسيج في مستشفى جامعة لايبزيج، والتي نُشرت أيضًا في عام 2021.
وأكد التقرير، إن لمسك لخدك بلطف أو لمس الشفاه يرسل إشارات مهدئة إلى المخ، و هذا التأثير الفوري مهم لأننا نحتاج إلى راحة سريعة، خاصة في اللحظات العصيبة، إن لمس وجهك يهدئ المخ ويساعد في استعادة التوازن الداخلي.