مقالات وآراء

ماذا وراء استمرار قصف اسrائيل لسوريا؟

شنت اسrائيل أكبر عملية جوية بتاريخ صراعها العسكري خلال يومين، حيث وصلت عدد الغارات إلى أكثر من أربعمائة غارة جوية شملت جميع الأراضي السورية بعد سقوط النظام البائد، مستهدفة البنية التحتية العسكرية، مبررة ذلك بأنها لا تريد السماح للإدارة الجديدة بالحصول على أسلحة تشكل تهديداً لأمن اسrائيل، كما أنها توغلت داخل الأراضي السورية باجتياحها خط فك الاشتباك، كما أنشأت نقاطاً عسكرية في محافظة القنيطرة بعد أن احتلت أعلى هضبة بالجولان السوري، ليس هذا فحسب، بل إننا أصبحنا نسمع تصريحات من حكومة نتنياهو تفيد بأن وجودها في تلك المناطق سيستمر لأجل غير محدود مستغلة الوضع الجديد الذي حدث في الساحة السورية، وبذلك يصبح الهدف واضحاً يتمثل في منع أي استقرار في سوريا، والضغط كذلك على الإدارة الجديدة، عدا عن عملها الدؤوب في إثارة الانقسامات داخل المجتمع السوري تحت ذرائع واهية لا تمت للحقيقة بصلة، بل إنها تهدد كذلك بمنع قيام دولة مستقرة على حدودها قبل الحصول على ضمانات كافية تمكنها من الاستمرار في احتلالها الجولان والضغط على سوريا الجديدة نحو عدم إقامة أي تعاون عسكري مع تركيا من شأنه أن يمكِّن سوريا الجديدة من استعادة دورها الإقليمي كقوة مؤثرة على الساحة الإقليمية، أما الحجج التي تسوقها اسrائيل والتي تتلخص في المحافظة على أمنها فهي فقط للتغطية على استمرار قصفها لأي بنية تحتية عسكرية، بل إنها ترفض أي وجود أمني للإدارة الجديدة في جنوب سوريا، مما يجعل الحالة الأمنية في عموم سوريا غير مستقرة واستمرار الضغط على سوريا الجديدة لأجل ابقائها لأطول مدة دولة ضعيفة غير قادرة على تحقيق الاستقرار والامن لشعبها وإخراجها من التأثير في المستقبل القريب على الصراع الدائر في المنطقة العربية، هذا بالطبع عدا عن محاولاتها الحثيثة لإقناع المجتمع الدولي بعدم رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.

 

المستشار أسعد محمود الهفل

عادل سعد عبيد

رئيس مجلس إدارة شبكة الصوت الإخبارية ورئيس تحرير موقع وجريدة الصوت المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock