عربي وعالمي

مباحثات في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار بغزة

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

من جديد يعود رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنياع، إلى العاصمة القطرية الدوحة في محاولة لاستئناف محادثات التهدئة في قطاع غزة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.

 وقالت هيئة البث الرسمية، إن الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد غادر تل أبيب نحو العاصمة القطرية للمشاركة بمباحثات الصفقة مع حركة حماس.

 ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع قوله إن برنياع سيلتقي مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، في الدوحة لبدء مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح بعض المحتجزين، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

 وبحسب المسؤول، فإن المحادثات تهدف إلى إقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على وقف إطلاق نار في قطاع غزة لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر استدامة. 

وأشار إلى أن التفاصيل المتعلقة بأعداد المحتجزين أو الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال الاتفاق لم تتضح بعد.

 

تعثر مسار التفاوض 

يأتي هذا بعد تعثر في المفاوضات على مدى أكثر من شهرين، والتي توقفت في أغسطس/آب الماضي. 

في سبتمبر/أيلول كشف مدير المخابرات الأميركية عن عرض إطار جديد للاتفاق بشأن غزة خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا أن على القادة من جانبي إسرائيل وحماس تقديم تنازلات للوصول إلى اتفاق. 

وأوضح بيرنز أنه تم الاتفاق على 90% من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ويتم العمل لإنجاز الاتفاق. 

ونقل موقع أكسيوس عن مصادر، قولها إن الولايات المتحدة تعمل مع قطر ومصر على الاقتراح المفصّل لاتفاق لإعادة المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة. 

وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت في سبتمبر/أيلول أن الوسطاء العرب اقترحوا 22 يوما للمرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق تقوم بعدها إسرائيل بانسحاب كامل من محور فيلادلفيا وهو ما وافقت عليه حماس ورفضته إسرائيل. 

بينما اقترح الوسيط الأميركي 35 يوما للمرحلة الأولى، تنسحب بعدها إسرائيل من فيلادلفيا، وهو ما وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس، واعتبرت أنه لا يفضي إلى وقف إطلاق نار دائم.

 

تعنت إسرائيلي 

واتهمت حركة حماس حكومة نتنياهو بإفشال مساعي التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بعد تمسكه ببقاء قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة، وهو أبرز التحديات التي تواجه إتمام الصفقة. 

كذلك رفض نتنياهو الانسحاب من محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ما يعيق عودة النازحين، مطالبا بفرض إجراءات أمنية بزعم منع عودة المسلحين إلى شمال القطاع مجددا. 

واتهمت حماس نتنياهو، بتعطيل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ونفت الحركة إضافة أي شروط جديدة بعد الموافقة على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، وهي الاتهامات التي ادعاها نتنياهو.

 ونشرت بعدها صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن حماس أضافت مؤخرا مطالب جديدة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. 

وآنذاك، قالت صحيفة يديعوت آحرونوت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يغير موقفه بشأن محور فيلادلفيا لكن مبعوثه قدم للأميركيين خيارات مرنة، ورأت أن الداخل الإسرائيلي لا يعلق آمالًا كبيرة على مقترح التسوية الأميركي المرتقب. 

وكانت حماس قد أكدت أكثر من مرة أن المطلوب ليس مقترحا جديدا بل إلزامَ نتنياهو بما وافق عليه مسبقا.

 

متغيرات على المشهد 

محاولات استئناف المفاوضات هذه المرة تأتي في ظل متغير كبير يتمثل في غياب يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد استشهاده قبل 10 أيام، وهو ما يلقي بظلال حول كيف سيكون رد حماس على ما يتم تقديمه إليها من مقترحات تتعلق بالهدنة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين ومدى المرونة التي ستبديها أو التعنت. 

صحيفة ديلي ميل البريطانية كشفت مؤخرا عن تفاصيل وثيقة نسبتها إلى السنوار أكدت أنه كتبها قبل استشهاده بأيام، أوصى فيها بحسن التعامل والعناية بالمحتجزين، حيث قال في وصته وفقا للصحيفة البريطانية «واجب فك أسرانا لا يتم إلا بحراسة أسرى العدو». تضيف الصحيفة «وذلك لاستخدامهم كورقة ضغط لوقف إطلاق النار في غزة». 

وتابعت الصحيفة، قائلة إن وثيقة السنوار كتبها في 3 ورقات سرد فيها أسماء وأعمار المحتجزين وما إذا كانوا عسكريين أو مدنيين، صغارا أو كبارا ، وكل المعلومات التفصيلية عنهم. 

ولم تعلق إسرائيل من جانبها على الوثائق التي نشرتها الصحيفة، كما لم تعلن حماس موقفها من هذه الوثيقة المنسوبة للقائد السابق للحركة. 

وخلال الساعات الأخيرة، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن مباحثات الدوحة تسعى لضمان وقف إطلاق نار مؤقت والإفراج عن أقل من 10 محتجزين إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، لم تحدد القناة الإسرائيلية عددهم، كما أضافت أن هدف المباحثات تحريك مفاوضات الصفقة ودراسة موقف حماس منها بعد اغتيال السنوار. 

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن غياب السنوار قد أزال «عقبة رئيسية» خلال المفاوضات. لكن في المقابل فإن حركة حماس تؤكد على لسان قادتها عدم تغيير موقفها بعد اغتيال السنوار. 

ولعل تصريحات وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، اليوم الأحد، بأنه «ليست كل الأهداف تتحقق بالقوة العسكرية» تحمل مؤشرات على أن إسرائيل قد تمنح مساحة أكبر للتفاوض مقابل الضغط العسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock