
قصه بقلم محمد عبد القادر العشيري
لم يكن بخاطره وهو يسرع الخطى نحو الميدان الا ان بضاعته دائما تحتاج الى بطون جائعه تحتاج الى ما يسد رمقها حاملا طاولته الخشبيه بالسميط وقرص العجوة ودراجته المتهالكه تستعصى تحت قدميه التى تستصرخها ان تسرع خطاها ليسابق الزمن والباعة غيره ليختار مكان مميز فى الميدان
اختار بحدثة وخبرة سنينه فى الشارع ان يجاور مجموعة كبيرة من الشباب ولم يختار المجموعة لمجرد العدد وانما ايضا مظاهر الثراء الواضحه عليهم
طاولته الخشبية الخشبيه بكل ما عليها لم تكفى سوى لساعات قليلة
فانطلق بدراجته بعدما وضع طاولته الخشبية لتحجز المكان الى اقرب فرن ليشترى منه بكل ما فى جيوبه بضاعة اخرى قرص سخنه وسميط مرقمش
وفى الامسيات سمع منهم وتناقش معهم فلم يصبح مجرد مورد للطعام فقط بل اصبح مشاركا فى الحوار معقبا فالكم الذى سمعه وما راى من احداث واختلاف الرؤى للمشاركين ليل نهار اعطاه مخزون ثقافى يصعب على اى دارس تحصيله فى اعوام
وبعد ايام اصبح مكاوى ناقم على مهنته كالكل فى الميدان وجال بخاطره لما لا يكون مشاركا فعليا فى الحدث فقد تكون 0 ويصبح يوما ما من النخبة التى تستضيفها القنوات التلفزيونيه ليل نهار وكانت البداية
باع الدراجة والطاولة الخشبيه لاحد الباعة فقد اصبح اكبر منها وهى اصبحت سجن يسجن قدراته
وانطلق الى سوق الكانتو اشترى طقمين نص نص ولكن شاركوا مشاركة مذهلة فى تغيير مكاوى بائع السميط ليشارك هو بدوره فى التغيير فقد اختار فصيل اخر من الشباب بعيد كل البعد عن الفصيل الذى ظل مسئول التمون له لأيام
فى وقفة من الزمن تناول الميكروفون وراح يصرح بكل ما سمع ووعى من شعارات نارية وكلما زاد التصفيق اجتر من الذاكره شعارات اكتر وكلمات نارية ملتهبة حتى صار مكاوى من الاصوات