مقالات وآراء

صدق أو لا تصدق   

جريدة الصوت

بقلم : أشرف محمد جمعة 

قم للمعلم ووفه التبجيلا

             كاد المعلم أن يكون رسولا

رحم الله شوقي بك فقد كان يعتقد وكذلك نحن من بعده ان المعلم له درجه من الوقار والتبديل ولكن هذا ربما كان في زمن مضى اما في زمننا هذا فحدث ولا حرج..

كنا اذا جاء خطاب التعيين لاحد الشباب بالعمل معلما في وزاره التربيه والتعليم نهنئه على انه سينال راتبا شهريا وتقديرا فهو (موظف حكومي) متميز.

لكن الواقع غير ذلك تماما فالكارثه ان الانسان في بلادي يقضي شبابه وما يعادل 30 عاما من عمره يعمل بجد وتتحكم فيه الوزاره بقوانين ومنشورات متضاده احيانا ولا تتفق مع الانسانيه احيانا اخرى ولكنه مغلوب على امره.

ويقضي اكثر من 10 سنوات من عمره راتبه لا يزيد جنيها واحدا وكانما هو يعيش في عالم لا تزداد فيه الاسعار ولا تتحرك او هو كائن فضائي يعيش في كوكب اخر، الا ان المصيبه الحقيقيه انه يفاجئ وهو ينهي اوراق التقاعد بشيء لم يكن في الحسبان.

وهو ان المعلم في مصر ليس له مكافاه نهايه المده كل ما يحصل عليه هو قيمه التامينات التي تخصم من راتبه بشكل شهري منذ بدايه تعيينه وحتى تقاعده اضافه الى رصيد الاجازات التي لم يحصل عليها وهذه توقفت منذ 2016 !؟

لا ادري من هذا العبقري او الشيطان الذي اخذ القرار بمنع استبدال هذه الاجازات بمبالغ ماليه ليستعين بها هذا المسكين المضطهد من الحكومه حتى تعينه على ظروف الحياه ماذا فعل ذلك المعلم حتى تنتقم منه الحكومه بهذا الشكل البشع؟

حقا لا ادري، لو ان هذا المعلم الحاصل على مؤهل جامعي وقام اهله بالصرف عليه حتى يكون نموذج متحضر للانسان ماذا لو عمل صبيا لدى جامع القمامه زبال هل كان سيكون راتبه الشهري مثل ما ياخذ المعلم في بلادنا؟

وارد جدا ان يتعطف عليه صاحب العمل الكبير ويقوم باعطائه مكافاه لنهايه المده لمده 30 عاما في جمع القمامه ويعطيه مبلغا يعينه على الحياه ما بين مصروفات علاج وبين زواج للابناء واستكمال تعليم لبعضهم وكل هذا.

وبعد خروجه على المعاش يبحث عن عمل اخر حتى يستطيع تعويض فارق الراتب عن المعاش فالمعاش ينقص عن الراتب الذي يحصل عليه بمقدار 60% كيف يعيش ويجد ما يسد رمقه واسرته فلا عجب ان تجده يعمل في مقهى او يعمل سائق او اي عمل من الاعمال المتدنيه فهو معذور.

بينما يجد على الجانب الاخر تلاميذه الذين علمهم طوال فتره عمله بالتعليم من يعملون بالبنوك وبوزاره الكهرباء والطيران والبترول الى اخره يحصلون على مكافات نهايه المده سخيه جدا وبارقام تجعلهم لا يحتاجون لا هم ولا اولادهم.

كيف تبحثون بعد ذلك عن تعليم متحضر وراقي كيف تريدون من المعلم هذا ان يقدم اقصى ما لديه واذا عبث الشيطان بعقل ذلك المعلم في يوم وطالب بزياده راتبه نجد الحشرات السامه تتحدث في الاعلام وتهاجم ذلك المعلم المضطهد المسكين.

كل دول العالم عندما تبدا عمليه الاصلاح وهيكله كامله بالدوله تبدا بالتعليم وتبدا بحجر الزاويه وهو المعلم الا في بلادنا فيتم التعامل معه على انه لا شيء ولا قيمه له نهائيا يا ساده اصلاح حال بلادنا يبدا من التعليم والمعلم وبغير هذا سنظل في نهايه الطابور.

الجريدة غير مسؤلة عما يرد في  الاستغاثة

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock