من رواية نبي الظلام.
هامَ في البراري والصحاري وبين القرى والقبائل والممالك وكل همّه هو؛ الإنسي الذي يستطيع أن يمسك القلم ويكتب له ما يشاء.
تلك القطعة التي تحوي النسغ المغذّي؛ اِتخذها ابليس؛ كقلم مداد بعد سقوطها من يد آدم، حين تبيّن له أن الأمر خدعة.
اِختفى المداد والقلم؛ بعدما اِحتجزه سليمان النبي تحت كرسيّ عرشه والذي حاز عليه ذي القرنين من قبله بسبب الشيطان، الذي قام وحرّض أعوانه بدعوى أن القلم سحري وكل شيء يكتبه يتحقّق، أما الشخص الذي قام باختياره ليستخدمه هو الرجل ابن بابله، الملقب بالنمروذ حسب النبوءات.
يشير الله في آخر الزمان إلى الملك القائم؛ بقتل الأفعى الخالدة بسيف النصر؛ فيتوجه إليها كرجلٍ عادي ومثلما تشتهي؛ حتى يستدرجها من حيث لا تعلم، كما تفعل هي بضحاياها.
لما وصل الملك القائم إلى بئر الأفعى وطلبت منه أن يدخل ويشرب من ماء البئر، نزل إلى البئر وجعلها أيضا ترى أنه يشرب من سمّها، وهكذا هي تضمن أنه تحت تصرّفها؛ كرجل تشتهي منه ما تشتهي المرأة. تحوّلت بسحرها من أفعى إلى حسناء وهمّت أن تأتي فوقه؛ كما تفعل كل اِمرأة شيطانة، ولأنه ليس من خصال المرأة الصالحة أن تركب ظهر رجل تأكد من أنها الأفعى.
في تلك اللحظة؛ أخرج السيف ومرّره على عنقها، ثم سحبه من عنقها إلى وسطها، ثم إلى حيث ينتهي ذيلها؛ فقطعها في المنتصف من رأسها حتى ذيلها، ثم عاد إلى رأسها الذي كان لا يزال عالقا بظهرها، ففصله عن جسدها وأحرقها بسيف النصر؛ حتى لم يبقى منها شيء، ثم دفنها في البئر مع سمّها؛ الذي لن يسمح بعودتها مجددا ونهائيا وهذا أمر الإله؛ عن كيفية قتلها.
أما بناتها التسعة التي تحكم عوالم شياطين الجنّ الكافرة، فهن أسوء المليكات وأقواهن على الإطلاق، ولم يسبق لأي من البشر وتمكّن منهن؛ مهما اِستعمل من سحر. أما المليكات التي يتم تحضيرهن من طرف السحرة؛ لسن من بين التسعة مليكات بنات الأفعى، فهن أعلى شأن من كل ملوك الجنّ والشياطين.
بعد أن تمكّن القائم من الأفعى المعمّرة، واِستل الخيط من بناتها النفاثات في العقد؛ اِنتقل من عالم الشياطين إلى عالم الجنّ، عبر البوابات الزمنية.
