تعد قلة الاصل واحدة من اسوأ الصفات التي قد يتصف بها الانسان وهى ليست مجرد سلوك عابر يمكن تبريره بالظروف بل هي طبع متأصل في النفس ينم عن غياب القيم الاخلاقية الاساسية .
يظهر هذا السلوك جليا في العلاقات الانسانية حيث يكون الرد على الاحسان بالإساءة وعلى الوفاء بالغدر ونكران الجميل.
قليل الاصل هو الشخص الذى يتنكر للجميل وينسى المعروف ويقابل المعاملة الطيبة بالجحود هذه الصفة لا تتعلق بالفقر او الغنى بل هي نابعة من فقر في الروح والأخلاق .
تجد قلة الاصل محطة تمر بها و ناس كثيرة كنت تظن انها بجوارك ولكن تشاهدهم ينزلون بها ،ولابد ان تفرح لكشفهم امامك لتضع كل واحد في اطاره الصحيح وحجمه الطبيعي .
صفات مثل الوفاء والشرف والجدعنة فهي طباع توضح المعادن الاصيلة ، بينما قلة الاصل هي نقص في التربية والضمير ولن تأتى الا من لا جذور له ، وكما يقول الامام على بن ابى طالب (كرم الله وجهه ) ذو الاصل الطيب حتى في عداوته شريف ، وقليل الاصل حتى في صداقته خبيث .
قد تتبع قلة الاصل من عقدة نقص داخلية ،او من تربية لم تغرس قيم الوفاء والاحترام المتبادل ، التعامل مع هؤلاء الاشخاص يسبب صدمات نفسية عميقة واحباطا لمن حولهم ، خاصة اولئك الذين لم يروا منهم الا كل خير انها تزرع الشك فى العلاقات الانسانية وتجعل بناء الثقة امرا صعبا .
لا يمكن عتاب او لوم قليل الاصل كثيرا لان هذا الطبع متجذر فيه ،وافضل طريقة للتعامل معه هي وضع الحدود الواضحة وحماية النفس من اذاه ، ينصح البعض بمبدأ لا تصارع الخنزير في الوحل فتتسخ انت ويستمتع هو والتعرف على هذه الصفة مبكرا يساعد في تجنب المزيد من الاذى والخسائر العاطفية .
ليس كل الناس سواء في اخلاقهم وطباعهم ،فهناك من يقدر المعروف ويحفظ الجميل وهناك من يقابل الاحسان بالإساءة ، وهؤلاء يعرفون بقلة الاصل ، قد تتصدمنا تصرفاتهم خاصة عندما تصدر عن اشخاص لم يرومنا الا خيرا .
قد تكون قلة الاصل صدمة تترك اثرا نفسيا عميقا ، لكنها درس يعلمنا ان العطاء لا ىيجب ان يقدم لمن لا يقدره ، ويبقى ما يخفف من صدمتنا في تصرف هذه النماذج هو ادراكنا ان تصرفاتهم لا تعكس قيمتنا بل تعكس طبيعتهم ، التى لا تأثير لها فى طبعنا ولا قدرة لها في التغيير من نبل اخلاقنا وطيبة قلوبنا ونقاء نوايانا، بل على العكس تدفع بنا للمزيد بالتمسك بمبادئنا ونحيط بالأشخاص الذين يفهمون معنى الوفاء والاخلاص .
