
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
قال مدير عام رئاسة الجمهورية اللبنانية، اليوم الإثنين، إن الرئيس جوزيف عون استدعي رئيس محكمة العدل الدولية، القاضي نواف سلام لتكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، خلفا لرئيس حكومة تسيير الأعمال، نجيب ميقاتي.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن الحصيلة النهائية ليوم الاستشارات النيابية الملزمة الطويل: 85 للقاضي نواف سلام، مقابل 9 لنجيب ميقاتي، و34 لا تسمية، وذلك من إجمالي 128 صوتا.
بيان عاجل من ميقاتي
وقال ميقاتي، في بيان، إنه «مع صدور نتائج الاستشارات النيابية التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون مع النواب، فإنني أجريت اتصالا برئيس الحكومة المكلَّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، وتمنيت له التوفيق في مهمته الجديدة بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حددها الرئيس في خطاب القسم، وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين إلى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الأراضي اللبنانية».
وأضاف: «أتقدم بالشكر للنواب الذين سمونِّي أو كانوا أبدوا رغبة بتسميتي، مقدِّرا ثقتهم، كما أشكر النواب الذين امتنعوا عن تسميتي لكونهم عبَّروا عن نهج ديمقراطي نتمسك به مهما كانت الظروف».
وتابع ميقاتي: «في هذه المناسبة فإنني أتوجه أيضا بالشكر إلى جميع اللبنانيين الذين واكبوا العمل الذي قامت به حكومتنا منذ انطلاقتها وخصوصا في مرحلة تصريف الأعمال التي كانت حافلة بالتحديات الداخلية والخارجية، وأهمها العدوان الإسرائيلي على لبنان وتداعياته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وقد عملت حكومتنا في فترة قياسية على القيام بالمعالجات الطارئة، كما وضعت الأسس الفعلية لعملية معالجة تداعيات هذا العدوان، وأصبح للدولة إمكانية مالية فقدتها منذ زمن طويل، أما بالنسبة للمشاريع الإصلاحية فلقد تم إنجاز الكثير من مشاريع القوانين تمهيدا لإقرارها في مجلس النواب».
الظروف الصعبة
وقال: «عملت حكومتنا بالرغم من هذه الظروف الصعبة على تسيير أمور الدولة وتأمين استمراريتها وسير عمل مؤسساتها، كان قدري أن أقود هذا الوطن في أصعب أوقاته، عندما تردد الكثيرون في تحمل المسؤولية».
ووجه ميقاتي رسالة إلى الشعب اللبناني، جاء فيها: «إلى شعبنا العزيز، أقدم أعمق مشاعر الامتنان، لقد كنتم دائمًا مصدر إلهامي وقوتي في كل خطوة اتخذتها، إرادتكم وإيمانكم بلبنان هو ما يجعلني واثقاً بمستقبلنا المشترك».
وأضاف: «اعتمدت طوال الفترة التي توليت فيها رئاسة الحكومة نهج الوسطية الذي انتهجته طوال حياتي السياسية لقناعتي التامة بأن هذا البلد لا يحكم إلا بالاعتدال والتوافق، بعيدا عن الإقصاء والتشفي، وقد أثبتت كل التجارب الماضية أنه لا بديل عن التوافق، وأن نهج التحدي أدى إلى إضاعة الكثير من الفرص الإنقاذية، وكلي أمل أن تكون المرحلة الجديدة إنقاذية بكل معنى الكلمة وأن تحمل للبنانيين الخير والسلام وراحة البال».
واختتم ميقاتي بيانه بالقول: «صحيح أن التحديات التي تواجهنا كبيرة، لكن إرادة شعبنا أقوى، ووحدتنا وقدرتنا على الصمود هما خلاصنا، كما تجاوزنا الحروب والأزمات معًا، سننهض معًا من جديد».
بيان من سعد الحريري
وكتب رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري، عبر حسابه على منصة إكس: “مبروك للبنان تسمية الصديق نواف سلام لرئاسة الحكومة، إنها فرصة إضافية تتكامل مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا، وأملنا كبير أن تنضوي كل القوى تحت سقف الشرعية، المعنية بحماية الجميع وحفظ الكرامات والتوقف عن سياسات الكسر والكيدية والاستقواء، ليستكمل عقد المؤسسات الدستورية».
وأضاف: «لقد قال مجلس النواب كلمته وفقا للدستور، وكلمة المجلس لا بد أن تكون مسموعة، كل الدعم والدعاء بالتوفيق للرئيس المكلف، وكل الشكر للرئيس الصديق نجيب ميقاتي على أدائه المميز في مرحلة استثنائية من تاريخ بلدنا».
بينما امتنع حزب الله، اليوم الإثنين، عن تسمية رئيس للحكومة، في إطار الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون لتسمية رئيس الحكومة الجديد.
وقال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، محمد رعد، بعد لقاء رئيس الجمهورية، بدون أن يسمي مرشحا: «لقاؤنا مع الرئيس كان من أجل أن نعرب عن أسفنا لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية مرة جديدة».
وأضاف: «يكمن البعض من أجل التفكيك والتقسيم والشرذمة والإلغاء والإقصاء».
وتابع رعد: «الآن نقول بكل بساطة وبكل هدوء أعصاب من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية لأن أي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها»، في إشارة واضحة الى قبول الحزب بالأمر الواقع بالنسبة الى تسمية رئيس الحكومة وتمسكه بأن يشارك في عضويتها.