
هناء الصغير
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن قصة ناقة صالح -عليه السلام- تمثل واحدة من أعظم المعجزات الإلهية التي تثبت قدرة الله وتحدي الكافرين، مشيرًا إلى أن أول من جاءه الله بمعجزة بعد نوح كان سيدنا صالح، حيث كانت حجتهم: “يا هود ما جئتنا ببينة”، فجاءت الناقة كدليل قاطع على صدق نبوته.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال حلقة برنامج “هديات الأنبياء”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الله سبحانه وتعالى لم يقل “هذه ناقة من الله”، بل قال: “هذه ناقة الله لكم آية”، وذلك لتعظيم شأنها وإشعار قوم صالح بهيبتها، حتى لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، لأن المساس بها يُعد تعديًا على أمر الله نفسه.
وأوضح أن قوم صالح طلبوا منه تحديًا غريبًا، إذ قالوا: إن كان لك إله كما تقول، فاسأله أن يخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء (حامل)، فدخل سيدنا صالح مصلاه، ودعا الله أن يحقق ما طلبوا، فاستجاب الله له، وانشقت الصخرة، وخرجت منها ناقة عظيمة لم يكن لها أب ولا أم، ثم انشقت الصخرة مرة أخرى ليخرج منها ولدها، في مشهد مذهل رآه القوم بأعينهم، مما لا يدع مجالًا للشك في أنها معجزة إلهية خارقة.
وأشار الدكتور الهدهد إلى أن هذه الناقة لم تكن كسائر النوق، فقد خصص الله لها نظامًا فريدًا، حيث كانت تشرب من البئر يومًا، ويشرب القوم يومًا آخر، واليوم الذي لم تكن تشرب فيه كانت تحلب لهم لبنًا يكفيهم جميعًا لمدة يومين، متسائلًا: “هل وُجد في البشرية ناقة خُلقت من صخرة، وتنتج لبنًا يكفي الآلاف المؤلفة؟”
وأشار إلى أن هذه المعجزة كانت آية واضحة لكل ذي عقل يقدس الله، مستشهدًا بقوله تعالى: “هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله”، لافتًا إلى أن ملك الإنسان للأرض مؤقت، فهو إما أن يزول عنها بالموت، أو تزول عنه الأرض لغيره، بينما الملك الحقيقي هو لله وحده.