عربي وعالمي

«أكياس مليئة بالعظام».. العثور على مقبرة جماعية قرب دمشق

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

عُثر على مقبرة جماعية قرب العاصمة السورية دمشق من المحتمل أنها تضم رفات معتقلين جرى سجنهم خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد أو مقاتلين قتلوا خلال الحرب الأهلية، بحسب ما نقلت وكالة «فرانس برس» عن عضو في الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» وناشط، اليوم الأربعاء.

ومنذ سقوط نظام الأسد قبل أكثر من أسبوعين بعد هجوم شنته فصائل معارضة مسلحة تقودها هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقًا»، بدأت السلطات الجديدة والسكان حول العاصمة في تحديد المواقع التي من المحتمل أنها تضم مقابر جماعية.

 

جمجمة بشرية وعظام 

وشاهد فريق من وكالة «فرانس برس» حُفَرًا مصفوفة بجانب بعضها البعض، تشكل خندقًا عمقه أكثر من متر، ويغطي كل منها ألواح خرسانية جرى تحريكها، وذلك في أرض قاحلة تبعد نحو ثلاثين كيلومترًا شمال شرق دمشق. 

كما عُثر في منطقة جسر بغداد على أكياس عدة في حفرة دون على بعضها اسم أو عبارة «13 – رقم القبر». ورأى صحفي في وكالة «فرانس برس» كيسًا يحتوي على جمجمة بشرية وعظام. 

وقال عبد الرحمن مواس من الدفاع المدني عبر الهاتف لوكالة فرانس برس «دخلنا إلى ما نعتقد أنه مقبرة جماعية قرب جسر بغداد ووجدنا قبرًا مفتوحًا في داخله سبعة أكياس بيضاء مليئة بالعظام»، وذلك بعد أن زارت فرقه الموقع مؤخرا. 

وأضاف أن هذه الأكياس التي تحمل ستة منها اسمًا، جرى نقلها إلى مكان آمن، مشيرا إلى أنه سيجري إجراء «فحوصات الحمض النووي». 

وأوضح «إن كانت هناك قبور مفتوحة فمن المرجح أن مدنيين نبشوها لكن يجب الابتعاد عن المقابر الجماعية وترك الأمور للجهات المختصة للتعامل معها».

وتقع منطقة جسر بغداد على بعد نحو عشرين كيلومترا من مدينة صيدنايا وسجنها الضخم الذي أصبح رمزا لأبشع الانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق.

 

طريق طويل 

وقال دياب سرية من «رابطة معتقلي صيدنايا» لوكالة فرانس برس عبر الهاتف «علمنا بالمقبرة الجماعية قرب جسر بغداد في 2019 عبر شهادة منشق من المخابرات الجوية». 

وأشار إلى أن صورًا التقطتها الأقمار الصناعية أظهرت أنها مستخدمة منذ 2014. 

وأضاف «على الأرجح هذه المقبرة يوجد فيها معتقلون لكن قد يكون فيها أيضا مقاتلون سابقون مع النظام أو مقاتلون معارضون ممن قتلوا خلال المعارك». 

وأوضح «يرجح أن الأكياس المليئة بالعظام جرى نقلها من مقابر أخرى» لافتًا إلى أن «الطريق طويل قبل الكشف تماما عن المدفونين في مقبرة جسر بغداد والمقابر الجماعية الأخرى». 

وأكد محمد السيد علي نائب رئيس المجلس البلدي في منطقة عدرا العمالية التي تبعد بضعة كيلومترات عن جسر بغداد «لم نكن على علم بوجود مقبرة جماعية فقد كان يمنع الاقتراب أو التصوير» لأنها منطقة عسكرية. 

ويشكل مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سوريا والمقابر الجماعية التي يُعتقد أن النظام السوري أقدم على دفن معتقلين فيها ماتوا تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية بعد أكثر من 13 عاما من نزاع مدمر تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، بحسب فرانس برس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock