
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
بدأ الأميركيون، السبت، وداع الرئيس الأسبق جيمي كارتر، الذي رحل هذا الأسبوع عن عمر ناهز مئة عام، في مراسم رسمية وطنية تستمر ستة أيام.
وانطلقت المراسم من مسقط رأسه في بلاينز، على أن تختتم بمواراته الثرى الخميس المقبل.
وأعلن الرئيس جو بايدن تنكيس الأعلام لمدة شهر عقب وفاة كارتر في 29 ديسمبر/كانون الأول، مع تحديد يوم الخميس ليكون جنازة دولة ويوم حداد وطني.
وأشاد العديد من قادة الدول بكارتر، الذي أمضى ولاية واحدة في البيت الأبيض (1977-1981)، لكنه ترك إرثًا كبيرًا من الإنجازات في مجالات الدبلوماسية والأعمال الخيرية وحقوق الإنسان والديمقراطية، ما أهّله لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2002.
رحلة الجثمان إلى واشنطن
وبدأت مراسم وداع كارتر رسميا قرابة الساعة العاشرة صباح السبت (15,15 بتوقيت غرينتش)، مع قيام عناصر من جهاز الخدمة السرية المكلف حماية الرؤساء الأميركيين، بحمل نعشه ووضعه في سيارة ستجول في مدينة بلاينز بولاية جورجيا.
وسيكون لموكب التشييع محطة عند المزرعة التي امتلكها والدا كارتر أثناء طفولته، على أن يقرع جرسها 39 مرة تكريما للرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة (1977-1981).
وسينقل النعش لاحقا الى مدينة أتلانتا لمحطة ودقيقة صمت عند مبنى الكابيتول في ولاية جورجيا، حيث خدم كارتر كسيناتور عن الولاية عنها قبل أن يصبح حاكما لها.
وينقل بعدها الجثمان الى مركز كارتر الرئاسي حيث سيسجى من الساعة السابعة مساء السبت (00,00 بتوقيت غرينتش) حتى السادسة صباح الثلاثاء (11,00 بتوقيت غرينتش) ليلقي الأميركيون نظرة الوداع عليه.
وسينقل النعش الثلاثاء من قاعدة في جورجيا إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن، بطائرة عسكرية ستحمل رمز «المهمة الجوية الخاصة 39».
الجثمان في العاصمة
في العاصمة، سيكون لموكب الجنازة محطة عند النصب التذكاري للبحرية الأميركية التي خدم كارتر في صفوفها، لا سيّما على متن الغواصات، عقب تخرّجه من الأكاديمية البحرية في العام 1946.
بعد ذلك، من المقرر أن ينقل نعش كارتر الذي سيلفّ بالعلم الأميركي، من سيارة نقل الموتى إلى عربة تجرها أحصنة، وصولا الى مبنى الكابيتول حيث سيحمله عسكريون ويسجى حتى الساعة السابعة صباح الخميس (12,00 بتوقيت غرينتش) محاطا بعناصر من حرس الشرف.
وسيكون كارتر الرئيس الثالث عشر للولايات المتحدة الذي يسجى جثمانه في القاعة المستديرة أسفل قبة مبنى الكابيتول، في تقليد بدأ مع أبراهام لينكولن عقب اغتياله في العام 1865.
مراسم التشييع الوطنية
وستقام الخميس مراسم التشييع الوطنية في الكاتدرائية الوطنية التابعة للكنيسة الأسقفية الأميركية، حيث أقيمت جنازات دولة لوداع الرؤساء السابقين دوايت آيزنهاور ورونالد ريغن وجيرالد فورد وجورج بوش الأب.
ومن المتوقع أن يحضر المراسم الرؤساء الأربعة الأحياء، وهم بيل كلينتون وباراك أوباما والرئيس الحالي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب. وسيلقي بايدن كلمة تأبينية لزميله الديمقراطي الراحل.
وكان بايدن أعلن الحداد الوطني في التاسع من يناير/كانون الثاني، ودعا «الشعب الأميركي للتجمّع في هذا اليوم في أماكن العبادة الخاصة بهم لتكريم ذكرى الرئيس جيمس إيرل كارتر الابن». وستغلق كل المؤسسات الحكومية الفدرالية أبوابها في هذا اليوم.
كما أمر الرئيس الحالي بتنكيس الأعلام على مدى 30 يوما، ما يعني أنها ستكون منكسة يوم تنصيب ترمب رئيسا في 20 يناير/كانون الثاني.
واعتبر الرئيس المنتخب أنه «لا يمكن لأيّ أميركي أن يكون مسرورا» بالأعلام المنكسة عندما يتم تنصيبه، مدّعيا أنّ خصومه الديموقراطيين يشعرون بالسعادة حيال هذا المشهد التشاؤمي.
إلى مثواه الأخير
وبعد مراسم الجنازة الوطنية في الكاتدرائية بواشنطن، سيعود نعش كارتر على متن طائرة عسكرية الى جورجيا، حيث تقام له مراسم جنازة خاصة في الكنيسة المعمدانية في مسقطه بلاينز حيث كان يدرّس أيام الآحاد.
وبعد المراسم الكنسيّة، سينقل كارتر في موكب يجول في المدينة، ويوارى الثرى في منزله بجوار زوجته روزالين التي رحلت في 2023 عن عمر 77 عاما.
وستحلّق طائرات نفاثة تابعة للبحرية الأميركية في أجواء بلاينز يومها، في تحية الوداع الأخيرة لكارتر.